للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال آخر:

بليتُ بلى البردٍ اليماني ولا أرى ... جناناً ولا أكنافَ ذروةَ تخلقُ

ألوي حيازيمي بهنَّ صبابةً ... كما تتلوى الحيةُ المتسرقُ

وقال آخر:

أيا سروَتَيْ وادي العقيقِ سُقيتما ... حياً غضَّةَ الأنفاسِ طيّبةَ الوردِ

تروَّيتما مجَّ النِّدى وتغلغلتْ ... عروقُكُما تحتَ النَّدى في ثرًى جعدِ

ولا يهنأنْ ظلاَّكما إنْ تباعدتْ ... بيَ الدَّارُ مَنْ يرجُو ظلالكُما بعدِي

وقال آخر:

تذكّرني خزاماً كلُّ أرضٍ ... منَ الأرضينَ حلَّ بها خزامُ

بهذا الزَّادِ يحيى كلُّ صبٍّ ... فليتَ الزَّادَ كانَ هو الحِمامُ

وقال آخر:

تحنُّ إلى الرَّملِ اليمانِي صبابةً ... وهذا لعمري لوْ قنعتَ كثيبُ

فأينَ الأراكُ الدَّوحُ والسِّدرُ والغضا ... ومستخبرٌ عمَّن تحبُّ قريبُ

هناكَ يغنِّينَا الحمامُ ونجتَني ... جنَى النَّخلِ يحلوْلِي لنا ويطيبُ

وقال آخر:

أقمنا مُكرهينَ بها فلمَّا ... ألفْناها خرجنا كارهينَ

وما حبُّ البلادِ بنا ولكنْ ... أمرُّ العيشِ فرقةُ مَنْ هوينا

وقال ورد بن عبد الرحمن الأسدي:

أيا كبدِي ماذا أُلاقي منَ الهوَى ... إذا الرَّسُّ في آلِ السَّرابِ بدَا لِيا

ضمنتُ الهوَى للرَّسِّ في مُضمرِ الحشا ... ولمْ يضمرِ الرَّسُّ الغداةَ الهوَى لِيا

أعدُّ اللَّيالي ليلةً بعدَ ليلةٍ ... للقيانِ لاهٍ لا يعدُّ اللَّياليا

وقال آخر:

أرَى كلَّ أرضٍ دمَّنتها وإنْ مضتْ ... لها حججٌ يزدادُ طيباً ترابُها

ألمْ تعلمنْ يا ربِّ أنَّ ربَّ دعوةٍ ... دعوتكَ فيها مخلصاً لوْ أُجابُها

لعمرُ أبي ليلَى لئنْ هيَ أصبحتْ ... بوادي القرى ما ضرَّ غيريَ اغترابُها

وقال آخر:

أمَا والَّذي حجَّ الملبُّونَ بيتهُ ... سلاماً ومولَى كلِّ باقٍ وهالكِ

وربِّ القلاصِ الحوصِ تدمَى أُنوفُها ... بنخلةَ والسَّاعونَ حولَ المناسكِ

لقدْ صرتُ آتي الأرضَ ما يستفزُّني ... لها الشَّوقُ لولا أنَّها مِنْ دياركِ

لئنْ قطعَ اليأسُ الحنينَ فإنَّهُ ... رقوءٌ لإذرافِ الدُّموعِ السَّوافكِ

ولبعض أهل هذا العصر:

سقى اللهُ رملَ القاعِ في النَّخلاتِ ... فذاكَ الكثيبَ الفردَ في السَّمراتِ

فقبرَ العباديِّ الَّذي دونَ مُربِخٍ ... فمربخَ والغدرانَ فالهضباتِ

فجبلَيْ زرودٍ فالطَّليحةَ فاللِّوى ... فإنَّ لها عندِي يداً وهناتِ

ولمْ يبقَ مِنْ لذَّاتها غيرُ ذكرةٍ ... تقطَّعُ نفسِي عندَها حسراتِ

لقصرٍ علَى وادِي زُبالةَ مشرفٍ ... أُكفكفُ في أكنافهِ عبَراتي

أحبُّ إلى نفسِي وأشقَى لشجوِها ... وأولَى بها مِنْ هذهِ القُرياتِ

عسَى اللهُ لا تيأسْ سيأذنُ عاجلاً ... بنصرةِ مظلومٍ وفكِّ عُناةِ

وترضَى قلوبٌ قدْ تواترَ سخطُها ... عليَّ فعادتْني بغيرِ تِراتِ

[الباب الثامن والثلاثون]

مَنْ حُجبَ عن الأثرِ تعلَّل بالذِّكرِ

قال القمقام الأسدي:

ألا ليتَ شِعري هلْ ترَى تذكرينَني ... فذكركِ في الدُّنيا إليَّ حبيبُ

وهلْ لي نصيبٌ في فؤادكِ ثابتٌ ... كما لكِ عندِي في الفؤادِ نصيبُ

رأيْنا نفوساً هيّماً طالَ حبسُها ... علَى غيرِ جرمٍ ما لهنَّ ذنوبُ

يحمنَ حيامَ الهيمِ لمْ تلقَ ساقياً ... أثابَ النُّفوسَ الحيّماتِ مُثيبُ

فلستُ بمتروكٍ فاشرَب شُربةً ... ولا النَّفسُ عمَّا لا تنالُ تطيبُ

وقال حميد بن ثور:

فلا يبعدِ اللهُ الشَّبابَ وقولها ... إذا ما صبوْنا صبوةً ستتوبُ

لياليَ سمعُ الغانياتِ وطرفُها ... إليَّ وإذْ رِيحي لهنَّ جنوبُ

وأرضَى بقولِ النَّاسِ أنتَ مهوّنٌ ... علينا وإذْ غصنُ الشَّبابِ رطيبُ

وقال النابغة الجعدي:

تذكَّرتُ والذِّكرى تضرُّ بذي الهوَى ... ومِنْ حاجةِ المحزونِ أنْ يتذكَّرا

ندامايَ عندَ المنذرِ بنِ محرِّقٍ ... أرَى اليومَ منهمْ ظاهرَ الأرضِ مقفرَا

وقال متمم بن نويرة:

<<  <   >  >>