للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستحثَّ المغيرون من القو ... مِ وكان النطافُ ما في العزالي

مرحَتْ حرَّةٌ كقنطرة الرُّوم ... يِّ تَفْري الهجيرَ بالإرقالِ

تقطع الأمعز المكوكبَ وخداً ... بنواجٍ سريعة الإيغالِ

وله أيضاً:

وجَزور أيْسارٍ دعوتُ إلى النَّدَى ... ونياط مُقْفرةٍ أخافُ ضِلالَها

يهماء مقفرةٍ رفعتُ لعرضها ... طرفي لأقدرَ بينها أميالها

بجُلالةٍ سُرُحٍ كأن بغَرْزِها ... هِرّاً إذا انتعلَ المطيُّ ظِلالَها

وله أيضاً:

ويهماءَ قَفْرٍ تخرجُ العينُ وسطها ... وتلقى بها بيضَ النَّعام ترائكا

يقولُ بها ذو قوَّة القوم إذْ دنا ... لصاحبه إذْ خاف منها المهالكا

لك الويلُ أفش الطرف بالعين حولنا ... علَى حذرٍ واستبقِ ما في سقائكا

وخرق مخوفٍ قد قطعتُ بجسرةٍ ... إذا الجبس أعيي أن يرومَ المسالكا

قال المرار الفقعسي:

إذا نظر القوم ما ميلُها ... رأى القومُ دويَّةً كالسَّماءِ

كأن قلوب أدلائها ... معلَّقة بقرون الظِّباءِ

يظلّ الشجاع الشديد الجنان ... محافظةً معصماً بالدُّعاءِ

إذا هو أنكر أسماءها ... وغنّى وحقّ له بالغناءِ

وخلَّى الركابَ وأهوالها ... وأسلمهن بتيهٍ مواءِ

له نظرتان فمرفوعة ... وأخرى تلاحظ ما في السقاءِ

وثالثة بعد طول الصُّ ... مات إليَّ وفي صوته كالبكاءِ

فقلتُ التزم عند ظهر القعود ... جزى الله مثلك شرُّ الجزاءِ

قال الرّاعي:

وكم جشمنا إليكم من مُؤدِّيةٍ ... كأنَّ أعلامها في آلها القَزَعُ

حمّاء غبراء يخشى المدلجون بها ... زيغ الهُداة بأرض أهلها شِيَعُ

فإن تجودوا فقد حاولت جودكم ... وإنْ تضنوا فلا لوم ولا قذعُ

قال ذو الرُّمَّة:

كم دون ميَّة من خرقٍ ومن عَلَمٍ ... كأنه لامع عريانُ مسلوبُ

ومن مُلمعة غبراء مظلمةٍ ... سرابُها بالشِّعاف الغُبْر معصوبُ

كأنَّ حرباءها في كلّ هاجرةٍ ... ذو شيبةٍ من رجال الهند مصلوبُ

قال ابن هرمة:

وهاجرة تنجي عن الصب جاره ... قطعتُ حشاها بالمغربدة الصهبِ

إليك ومسودُّ من اللَّيل دامسٌ ... إذا انتزع النوم العميِّ من الركبِ

وممَّا يشاكل هذا في وصف غلبة النوم على السفار قول أبي نواس:

قوم تساقوا علَى الأكوار بينهم ... كأسَ الكرى فانتشى المشفيّ والساقي

كأنَّ هامهمُ والنَّوم واضعها ... علَى المناكب لم يعقد بأعناقِ

قال عمر بن أبي ربيعة:

وماءٍ بموماة دليل أنيسه ... بسابس لم يحدث بها الصيف محضرُ

به مبتنى للعنكبوت كأنَّه ... علَى شرف الأرحام خامٌ مُنشّرُ

وردت وما أدري وما بعد موردي ... من اللَّيل أوْ ما قد مضى منه أكثرُ

وطافت به مُقلاةُ أرضٍ كأنها ... إذا التفتت مجنونة حين تنظرُ

تنازعُني حرصاً علَى الماء رأسها ... ومن دون ما تهوى قليبٌ مُعوّرُ

محاولة للورد لولا زمامُها ... وجذبي لها كادت مراراً تكسَّرُ

فلما رأيت الصبر منها وأنَّني ... ببلدة أرض ليس فيها مُقصَّرُ

قصرتُ لها من جانب الحوض مستقى ... صغيراً كقيد الشبر بل هو أصغر

ولا دلو إلاَّ القعب كان رشاؤه ... إلى الماء نسعٌ والجديل المضفرُ

فسافت دماً عافت وما صدّ شربُها ... عن الريّ مطروق من الماء أكدرُ

قال:

نأتْ دار ليلَى فشط المزا ... رُ فعيناك لا تطعمان الكرى

وأضحت ببغداد في منزلٍ ... له شُرفاتٌ دوين السّما

ومن دونها بلدٌ نازحٌ ... يجيب بها البوم رجع الصدى

ومن منهل آجن ماؤه ... شدى لا يُعاج به قد طمى

وكم دون بيتك من صفصف ... ومن أسد خادر في وغى

ومن حنشِ لا يجيب الرُّقا ... ة أرقشَ ذي حِمَّةٍ كالرّشا

[الباب التاسع والسبعون]

[ذكر]

[ما يختار من القول في صفات الإبل والخيل]

أنشدني عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري لزهير بن أبي سلمى:

كأنَّ الرَّحْلَ منها فوق صَعْلٍ ... من الظِّلمانِ جُؤجؤه هواءُ

<<  <   >  >>