للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصيداءُ هلْ قيظُ الرَّمادةِ راجعٌ ... لياليهِ أوْ أيَّامهنَّ الصَّوالحُ

سواءٌ عليكَ اليومَ انصاعتِ النَّوى ... بصيداءَ أمْ أنحَى لكَ السَّيفَ ذابحُ

إذا لمْ تزرْها مِنْ قريبٍ تناولتْ ... بنا دارَ صيداءَ القِلاصُ الطَّلائحُ

وقال أيضاً

ولمْ تُنسِني ميّاً نوًى ذاتُ غُربةٍ ... شطونٌ ولا المستطرفاتُ الأوانسُ

إذا قلتُ أسلُو عنكِ يا ميُّ لمْ يزلْ ... محلّ لدارٍ مِنْ دياركِ ناكسُ

فكيفَ بميٍّ لا تؤاتيكَ دارُها ... ولا أنتَ طاوِي الكشحِ منها فيائسُ

وقال هدبة بن خشرم:

يُجدُّ النَّأيُ ذكركِ في فؤادِي ... إذا وهلتْ علَى النَّأيِ القلوبُ

وقدْ علمتْ سُليمى أنَّ عودِي ... علَى الأحداثِ ذو وتدٍ صليبُ

عسَى الكربُ الَّذي أمسيتُ فيهِ ... يكونُ وراءهُ فرجٌ قريبُ

وقال آخر:

وإنِّي وإسماعيلَ يومَ افتراقِنا ... لكالجفنِ يومَ الرَّوعِ زايلهُ النَّصلُ

فإنْ أغشَى قوماً بعدهُ أوْ أزُرهمُ ... فكالوحشِ يدنيها منَ الأنسِ المحْلُ

وقال العرجي:

ألا أيُّها الرَّبعُ الَّذي بانَ أهلهُ ... فأمسَى قفاراً موحشاً غيرَ آهلِ

هَلَ انتَ مجيبٌ أينَ أهلكَ ذا هوًى ... وأنتَ خبيرٌ إنْ نطقتَ لسائلِ

وأيُّ بلادِ اللهِ حلُّوا فإنَّني ... علَى العهدِ راعٍ للحبيبِ المزايلِ

وقال الحسين بن الضحاك:

لشتَّانَ إشفاقِي عليكِ وقسوةٌ ... أطلتِ بها شجوَ الفؤادِ علَى العمدِ

وما حلتُ للهجرانِ عنْ حالِ صبوةٍ ... إليكِ ولكنْ حالَ جسمِي عنِ العهدِ

وقال الحسحاس الأسدي:

فما بيضةٌ باتَ الظَّليمُ يحفُّها ... ويرفعُ عنها جؤجؤاً مُتجافيا

ويكشفُ عنها وهيَ بيضاءُ ظلَّهُ ... وقد راجعتْ قرناً منَ الشَّمسِ ضاحيا

بأحسنَ منها يومَ قالتْ أرائحٌ ... معَ الرَّكبِ أمْ ثاوٍ لدَينا لياليا

فإنْ تبقَ لا تملكْ وإنْ تُضحِ عادياً ... تزوَّدْ وترجعْ عنْ عُميرةَ واقِيا

وقال تأبَّط شرَّا:

ألمْ تشلِ اليومَ الحمولُ البواكرُ ... بلَى فاعترف صبراً فهلْ أنتَ صابرُ

وشاقتكَ هندٌ يومَ فارقَ أهلُها ... بها أسفاً إنَّ الخطوبُ تغادرُ

فإنْ تصرِميني أوْ تُسيئي لعشرَتِي ... فإنِّي لصرَّامُ القرينِ معاشرُ

وقال أبو ذؤيب الهذلي:

فإنْ وصلتْ حبلَ الصَّفاءِ ندُمْ لها ... وإنْ صرمتهُ فانصرفْ عنْ تجاملِ

لعمرِي لأنتَ البيتُ أُكرمُ أهلهُ ... وأقعدُ في أفنائهِ بالأصائلِ

وفيكَ الَّتي لا يبرحُ القلبُ حبَّها ... وأذكرُها ما أرزمتْ أُمُّ حائلِ

وحتَّى يؤوبَ الفارطانِ كلاهُما ... ويُنشرُ في الهلكَى كُليبٌ لوائلِ

وقال زهير:

تأوَّبني ذكرُ الأحبَّةِ بعدَما ... هجعتُ ودونِي قلَّة الحزنِ والرَّملُ

وكلُّ محبٍّ يُحدثُ النَّأيُ بعدهُ ... سلوَّ فؤادٍ غيرَ حبّكِ ما يسلُو

وقال جميل بن معمر:

وما أحدثَ النَّأيُ المفرِّقُ بيننا ... سلوّاً ولا طولُ اجتماعٍ تقالِيا

كأنْ لمْ يكنْ بينٌ إذا كانَ بعدَهُ ... تلاقٍ ولكنْ ما إخالُ تلاقيا

وقال عروة بن حزام:

فواللهِ لا أنساكِ ما هبَّتِ الصَّبا ... وما أعقبتْها في البحارِ جنوبُ

ولستُ أرَى نفسِي علَى طولِ نأيكمْ ... وبُعدكِ منِّي ما حييتُ تطيبُ

فأوَّلَ ذكرِي أنتِ في كلِّ مصبحٍ ... وآخرُ ذكرِي عندَ كلِّ غروبِ

فوا كبدَا أضحتْ قريحاً كأنَّما ... تلذِّعُها بالكيِّ كفُّ طبيبِ

وقال آخر:

لا والَّذي عمدَ الحجَّاجُ كعبتهُ ... فهمْ سراعٌ إلى مرضاتهِ وفُقُ

لا تذهلُ النَّفسُ عنْ ليلَى وإنْ ذهلتْ ... ما دامَ للهضبِ هضبِ الغايةِ البرُقُ

وقال البحتري

تقضَّى الصِّبى إلاَّ خيالاً يعودُني ... بهِ ذُو دلالٍ أحورُ الطَّرفِ فاترهْ

فيذْكِرني الوصلَ القديمَ وليلةً ... لدَى سمُراتِ الجزعِ إذ نامَ سامرهْ

وعهداً أبيْنَا فيهِ إلاَّ تبايُناً ... فلا أنا ناسيهِ ولا هو ذاكرهْ

<<  <   >  >>