للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهمّك منها جسام الأمو ... ر وهمُّ لداتك أن يلْعبوا

وجدت فقلت ألا سائلٌ ... فيُعطى وهل راغبٌ يرغبُ

فمنك العطية للسائلين ... وممَّن ينوبك أن يطلبُ

وأنك في أدبٍ ما نشأت ... فنعم لعمرك ما أدَّبوا

أتيناك في حاجة فاقضها ... وقُلْ مرحباً يجبُ المرحبُ

وألا تَكِلنا إلى معشرٍ ... مَتَى يَعِدوا عِدةً يكذبوا

وقال البحتري:

لا تنظرَنَّ إلى الفيَّاض من صِغَرٍ ... في السِّنِّ وانظر إلى المجد الَّذي شادا

إن النّجومَ نجومَ اللَّيل أصغرُها ... في العين أذهبها في الجوِّ إصعادا

وقالت الخنساء:

أعينيَّ جودا ولا تجمُدا ... أما تبكيان لصخر النَّدى

ألا تبكيان الجريءَ الجميلَ ... ألا تبكيان الفَتَى السيّدا

رفيعَ العمادِ طويلَ النجا ... دِ سادَ عشيرتَهُ أمْرَدا

إذا القومُ مدُّوا بأيديهمُ ... إلى المجد مدَّ إليه يدا

فنالَ الَّذي فوق أيديهم ... من المجد حتَّى نما مصعدا

يُكلّفُهُ القومُ ما عالهم ... وإن كان أصغرهُمْ مولدا

ترى المجدَ يَهْوي إلى بيته ... يرى أفضلَ الكسبِ أن يُحمدا

وقال آخر يرثي العديل بن الفرخ:

فما ولدت مثل العديل حليلةٌ ... قديماً ولا مستحدثات الحلائلِ

وما زال مذ شدَّ الإزار بوسطه ... يفتح للأبواب بكر بن وائلِ

وقال الفرزدق:

وتبكي علَى السيوب بكر بن وائلٍ ... وينهى عن ابني مسمع من بكاهما

غلامان شبَّا في الحروب وأدركا ... كرام المساعي قبل فصل لحاهما

ولو كان حيّاً مالك وابن مالك ... إذاً أوقدوا نارين يعلو سناهما

وقال آخر:

ولو أن معشراً كبني صُريمٍ ... تلفّهُمُ التهائمُ والنُّجودُ

أجلَّ جلالةً وأعزَّ فَقْداً ... وأقضى للحُقوق وهم قُعودُ

وأكثرَ ناشِئاً مِخراقَ حربٍ ... يُعينُ علَى السِّيادة أوْ يَسودُ

وقال آخر:

حديث السنّ عاب أبوه عنه ... ففاض به الزلازل والحروبُ

جديرٌ أن يعادي الخيل منه ... علَى حجباتها بدمٍ صبيبُ

وقال آخر:

رأيت أبا الوليد غداةَ جَمعٍ ... به شيبٌ وما فقد الشَّبابا

ولكن تحت ذاكَ الشّيبِ حزمٌ ... إذا ما ظَنَّ أعرض أوْ أصابا

وقال آخر:

بكى صاحبي لما رأى الموت فوقه ... مُظلاً كإظلال السَّحاب إذا اكفَهر

فقلت له صبراً خليلي فإنَّما ... يكونُ غداً حسنُ الثناءِ لمن صبر

فما أخَّر الإحجامُ يوماً معجِّلاً ... ولا عجَّل الإقدامُ ما أخَّر القدر

فنبهته سهم الفؤاد كأنه ... صفيحة هندي قضى حقه ذكر

وكرَّ حفاظاً خشية العار بعدما ... رأى الموت معروفاً علَى منهج الفكر

غلامٌ رماه الله بالخير ناشئاً ... له سَيمياء لا تَشُقّ علَى البصر

كأنَّ الثريَّا علقت في جبينه ... وفي نحره الشِّعرى وفي خدّه القمر

إذا قيلت العوراء أغضى كأنَّه ... ذليل بلا ذلٍّ ولو شاء لانتصر

ولبعضهم في عبد الله بن الزبير:

تُبيّنَ فيه ميسَمُ العزِّ والنُّهى ... وَليداً يُفدّى بين أيدي القوابلِ

فلمّا تردَّى بالحمائل وانتحى ... بَصُرتَ بأطراف الرّماح الذَّوابلِ

تيقَّنت الأعداءُ أن سِنانَهُ ... يُطيلُ جنينَ الأمّهاتِ الثواكلِ

وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لكرّوس بن يزيد الطائي:

رأتنيَ من لُبْسي المشيب فأمَّلتْ ... غَنائي فكوني آملاً خيرَ آملِ

لئن فرِحتْ بي معقل عند شَيبتي ... لقد فرحتُ بي بين أيدي القوابلِ

أهلَّ به لما استهلَّ بصوته ... حِسانُ الوجوه ليّناتُ الأناملِ

وقال أبو تمّام الطائي:

لهفي علَى تلك المشاهد فيهما ... لو أُمْهِلتْ حتَّى تكون شمائِلا

إن الهلالَ إذا رأيتَ نُموَّهُ ... أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا

وقال البحتري:

غريبُ السَّجايا ما تزالُ عُقولنا ... مُدَلَّهة في خلةٍ من خلالِه

عناهُ الحِجى عن عُنْفوانِ شبابه ... فأقبلَ كهلاً قبل حين اكتهالِه

<<  <   >  >>