للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاخشَ سُكوتي إذْ أنا منصتٌ ... فيك لمسموعِ خنَا القائلِ

فسامعُ السُّوء مشيرٌ به ... ومُطعمُ المأكولِ كالآكلِ

مقالة السّوء إلى أهلِه ... أسرعُ من مُنحدرٍ سائلِ

ومن دعا النَّاس إلى ذمّه ... ذمُّوهُ بالحقِّ وبالباطلِ

وفي نحوه:

فإن أنا لم آمُرْ ولم أنْهَ قائلاً ... ضحكت له كيما يلجُّ ويستشري

وفي نحوه:

بني تميم ألا كفُّوا سفيهكُمُ ... إنَّ السَّفيه إذا لم يُنْهَ مأمور

وفي نحوه يقول عمار بن ياسر:

توخَّ من الطُّرق أوساطها ... وعَدِّ عن الجانبِ المشتبَه

وسمعَكَ صُنْ عن سماع القبي ... ح كصون اللّسان عن اللّفظ به

فإنَّكَ عند استماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه

قال لقيط بن زراة:

أغرَّكُمُ أنِّي بأحسن شيمةٍ ... بصير وأنِّي بالفواحش أخرقُ

وإنك قد شاتمتني فقهرتني ... هنيئاً مريئاً أنت بالشرِّ أحذقُ

وقال طرفة:

وكلام سيّئٍ قد وَقَرتْ ... أُذني عنه وما بي من صَمَم

فتصافحت لكيما لا يرى ... جاهلٌ أنِّي كما كانَ زَعَم

قال لبيد، وهذه تعرف للكميت:

ستذكرنا منكم نفوسٌ وأعين ... ذوارف لم تَضنن بدمع غُروبُها

وهل يعدُوَنْ بين الحبيب فراقُهُ ... نَعَمْ داءُ نفسٍ أن يبينَ حبيبُها

رأيتُ عذاب الماء أن حِيلَ دونها ... كفاك لما لا بدَّ منه شريبُها

وإن لم تكن إلاَّ الأسنَّة مركبٌ ... فلا رأي للمحمول إلاَّ ركوبُها

تعاتبني في النُّصح فهرُ بن مالكٍ ... ولم تدرِ ما يُخفي الضَّميرُ عيوبها

ولو ماتَ من نُصحٍ لقوم أخوهُمُ ... لقد لقيتني بالمنايا شعوبُها

أُطيِّبُ نفسي عن لؤي بن غالبٍ ... وهيهاتَ منِّي ثمَّ هيهاتَ طيبُها

أبوها أبي الأدنى وأُمِّي أُمُّها ... فمن أين رابتني وكيفَ أريبها

ألا بأبي فهرٌ وأُمي ومالك ... وإن كثُرتْ عندي وفيَّ ذنوبها

قال معاوية بن أبي سفيان:

إذا لم أعدْ بالحلم منّي عليكُم ... فمن ذا الَّذي بعْدي يُؤمَّلُ للحلم

خُذيها هنيئاً واذكري فعل ماجدٍ ... حباك علَى حرب العداوة بالسَّلم

ولبعض الأعراب:

وأغضي عن العوراء حتَّى يُقال لي ... بأذنيَ وقرٌ عندها حين أطرقُ

وعندي جوابٌ حاضرٌ لو أردتُهُ ... من الصّاب في فيه أمرُّ وأعلقُ

حياءً وإكراماً لعرضي أصونُهُ ... وما خيرُ عرضٍ لا يزال يُمزَّقُ

إذا بعتُ عرضي لم يُذمَّ مُهذَّباً ... وآخذُ مذموماً به اللؤمُ مُلصقُ

إذا بعتهُ منه أخذتُ ندامةً ... وخسرانَ بيعٍ إذْ علَى الكفِّ يُصفقُ

وقال آخر:

وإنِّي لأُعطي المالَ من ليسَ سائلاً ... وأصفحُ عن بادي السَّفاه سليمِ

وأحمي ذمامَ المرء أعلمُ أنَّني ... عليه بظهر الغيب غير كريمِ

وقال آخر:

فلو بي بدأتُمْ قبلَ من قد دعوتُمُ ... لفرَّجْتُها وحدي ولو بلغت جهدي

إذا المرءُ ذو القربى وذو الرّحم أجحفت ... به سُنَّةٌ سلَّت مصيبته حقدي

ولبعض الأعراب:

قومي إذا فرطت منهم بوادرهُمْ ... لا يقرعون عليها السنَّ من نَدمِ

منّا العفافُ ومنّا العفو عائدةً ... إنّا كذلك عوَّادون بالنعمِ

إنّا إذا ما قدرنا واستعيد لنا ... فالعفوُ فيما نرى أدني إلى الكرمِ

ولأبي هلال الأسدي:

دع عنك مولى السوء والدَّهر إنَّه ... سيكفيكهُ أيامهُ ونوائبُه

ويلقى عدوّاً من سواك يردُّهُ ... إليك فتلقاه وقد لانَ جانبُه

وقال آخر:

وتجزعُ نفسُ المرء من سَبِّ مُرَّةٍ ... فيسمعُ ألفاً مثلها ثمَّ يصبرُ

فلا تعذراني أن أُسيء فإنَّما ... شِرارُ الرّجال من يُسيء ويُعذرُ

وقال آخر:

يا أيُّهاذا الشاتمي ظالماً ... والظُّلمُ مردودٌ علَى الشَّاتمِ

أرحمُ من يبكي بشتمي ومن ... أولى بأن يُرحمَ من آثمِ

ولمحمود الورّاق:

إنِّي شكرتُ لظالمي ظُلمي ... وغفرتُ ذاك له علَى علمي

ورأيتهُ أسدى إليَّ يداً ... لمّا أبانَ بجهله حلمي

<<  <   >  >>