للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أوْ تستريحي

وقال كعب بن مالك:

نصل السيوف إذا قصرْنَ بخطونا ... قُدُماً ونُلْحقها إذا لم تلحقِ

ما حلَّ بالأعداء مثل لقائنا ... يوم النجاح ويومنا بالخندقِ

وقال مالك بن عوف النصري:

وإذا شكا مُهري إليَّ حرارةً ... عند اختلاف الطعن قُلتُ له اقدم

إنِّي بنفسي في الحروب لتاجرُ ... تلك التجارةُ لا انتقادُ الدرهم

وقال ربيعة بن مقروم الضبّي:

ولقد شهدت الخيل يوم طرادها ... بسليم أوظفةِ القوائم هيكل

ودَعَوا نزالِ فكنتُ أوّل نازلٍ ... وعلامَ أركبهُ إذا لم أنزل

وقال سعد بن ناشب:

سأغسلُ عنّي العارَ بالسيف جالبا ... عليَّ قضاء الله ما كان جالبا

وأذهلُ عن داري وأجعلُ هدمها ... لعرضيَ من نطق المذمة حاجبا

ويصغُر في عيني تلادي إذا انثنت ... يميني بإدراك الَّذي كنت طالبا

فإن تهدموا بالغدر داري فإنها ... تراثُ كريم ما يبالي العواقبا

أخي غمراتٍ لا يزيد علَى الَّذي ... يهمُّ به من مقطع الأمر صاحبا

إذا همّ لم تُردع عزيمةَ همه ... ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا

إذا همَّ ألقى بين عينيه عزمهُ ... ونكّب عن ذكر العواقب جانبا

وقال أيضاً:

وإن أسيافنا بيضٌ مُهنَّدةٌ ... بتر لآثارها في هامهم جُددُ

وإن هويتم سللناها وقد غبَرتْ ... دهراً وهامُ بني بكر لها غُمدُ

وقال علي بن محمد العلوي:

وإنّا لتُصبحُ أسيافنا ... إذا ما انتصبنَ بيوم سفوك

منابرُهنَّ بطونُ الأكفِّ ... وإغمادُهنَّ رؤوس الملوك

وقال جعفر بن علبه الحارثي:

إذا ما ابْتَدرنا مأزقاً فرجت لنا ... بأيماننا بيضٌ جلتها الصَّياقلُ

لهمْ صدرُ سيفي يوم صحراء سحبلٍ ... ولي منهُ ما ضُمَّتْ عليه الأناملُ

ولم ندْرِ إن جضْنا من الموت جَيْضَةً ... مَتَى العُمرُ باقٍ والمدى متطاولُ

وقال أيضاً:

ولا يكشف الغمَّاء إلاَّ ابن حُرَّةٍ ... يرى غمرات الموت ثمَّ يزورها

نُقاسمهم أسيافنا شرَّ قسمةٍ ... ففينا غواشيها وفيهم صدورُها

وقال موسى بن جابر الحنفي:

ولما نأت عنّا العشيرةُ كلُّها ... أنخْنا فحالفنا السُّيوفَ علَى الدَّهرِ

فما أسْلمتنا عند يوم كريهةٍ ... ولا نحن أغضبنا الجُفونَ علَى وتْرِ

وقال أيضاً:

وإنّا لوقَّافون بالثغرةِ الَّتي ... يخاف رداها والنّفوس تطَلّعُ

وإنّا لنُعطي المشرفيَّة حقَّها ... فتقطع في أيماننا وتقطَّعُ

وقال الراعي:

وللحق فينا خصلتان فمنهما ... ذلولٌ وأخرى صعبةٌ للمظالم

وإنّا لقوم نشتري بنفوسنا ... ديار المنايا رغبةً في المكارم

وقال الراعي:

يمسي ضجيعَ خريدةٍ ومضاجعي ... عضبٌ رقيق الشَّفرتين حُسامُ

والحربُ حرفتنا وبئست حرفةٌ ... إلاَّ لمن هو في الوغى مقدامُ

نعري السيوف فلا تزال عريَّةً ... حتَّى تكون جفونهن إلهامُ

والموت يسبقنا إلى أعدائنا ... تهفو به الرّايات والأعلامُ

وقال آخر:

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجدْ ... لنفسي بقاءً مثل أن أتقدَّما

إذا المرء لم يخشَ المكاره أوشكتْ ... حبال الهوينى بالقنا أن تجذَّما

وقال آخر:

فلا توعدونا بالمناصل إننا ... حظينا وأدركنا المُنى بالمناصلِ

قديماً ضربنا الدَّارعين وأنتمُ ... مشاغيل في تصريف ماء الجداولِ

وقال معبد بن علقمة:

فقُل لزهير إنْ شتمتَ سَراتَنا ... فلسنا بشتَّامين للمُتَشتِّمِ

ولكنَّنا نأبى الظَّلامَ ونعتصي ... بكلِّ رقيق الشَّفرتين مُصمّمِ

وتجهلُ أيدينا ويحلمُ رأيُنا ... ونشتمُ بالأفعالِ لا بالتشتّمِ

وقال أبو عطاء السِّنْدي:

وفارس في غمار الموت مُنغمسٍ ... إذا تألَّى علَى مكروههِ صدقا

غشيتُهُ وهو في جأواء باسلةٍ ... عضباً أصابَ سوادَ القلب فانفلقا

بضربةٍ لم تكن منّي مخالسةً ... ولا تعجلتُها جبناً ولا فرقا

وقال آخر:

<<  <   >  >>