للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبوحٌ إذا اعترمت في العنا ... ن مَروحٌ ململة كالحَجَرْ

ولو طار ذو حافر قبلها ... لطارت ولكنَّه لم يطرْ

قال الرقاد بن المنذر الضبِّيّ:

إذا المُهرة الشَّقراء أركبُ ظهرُها ... فشبَّ الإله الحربَ بين القبائلِ

وأوقد ناراً بينهم بضرامها ... لها وَهَجٌ للمصطلي غيرُ طائلِ

فدًى لفتًى ألقى إليَّ برأسها ... تلادي وأهلي من طريف وجامِلِ

قال أبو البيداء الأعرابي أوْ خلف أوْ ابن جهم المازني:

ألم ترني أغتدي في الصَّبا ... ح بأجردَ كالسِّيد عبلِ الشّوى

كأنَّ بمنكبه إذْ جَرَى ... جناحاً يقلِّبُهُ في الهَوَى

طويل الذّراعين أطمى الكعو ... ب ناتي الحماتين عاري النسا

له كَفَلٌ أيّد مشرفٌ ... وأعمدةٌ لا تشكَّى الوجى

له تسعة طُلنَ من بعد أن ... قصُرْنَ له تسعة في الشّوى

يعني عنقه وخديه وبطنه وذراعيه وفخذيه وذنبه، هذه كلها يستحب طولها وممَّا يستحب قصره أربعة: أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه.

وسبع عَرينَ وسبع كُسين ... وخمسٌ رِواء وخمس ظِما

سبعة عرين: الخدَّان والجبهة والوجه والقوائم، وسبع كسين: الفخذان وحماتاه ووركاه وحصيرا جنبه.

وسبعٌ غِلاظ وسبع رقا ... ق وصهوةُ عَيْرٍ ومتنٌ خَظَا

وسبعٌ بعُدنَ وسبعٌ قرب ... ن منَّا فما فيه عيبٌ يُرى

دقيق الثَّمان عريض الثَّما ... ن شديد الصّفاق شديد المَطَا

الثمان الدقاق: عرقوباه وقلبه ومنكباه، وأذناه. والثمان العراض: الجبهة والمحزم والصدر والصهوة والفخذان والوظيفان.

وفيه من الطَّير خمس فمن ... رأى فرساً مثله يُقتنى

غرابان فوق قطاة له ... ونسرُ ويعسوبه قد بدا

جعلنا له من خيار اللّقا ... حِ خمساً مجاليج كوم الذرى

ويؤثر بالزَّاد دون العيا ... لِ فكلّ مسير به يقتفى

فقاظ صنيعاً فلمَّا شتا ... أخذناه بالقَوْد حتَّى انطوى

قال أُنيف بن جبلة الضبّي:

أما إذا استقبلته فكأنه ... في العين جذع من أُوالَ مُشذَّبُ

وإذا عرضت له استوت أقيادُهُ ... وكأنه مُسْتَدْبرٌ مُتصوِّبُ

ولعلي بن جبلة:

وأذعرُ الربرب عن أطفاله ... بأعوجيٍّ دُلفي المُنْتَهبْ

كأنه من مرحِ العدو به ... مُستنفرٌ لروعةٍ أوْ مُلْتهبْ

مطرَّدٌ يرتج من أقطاره ... كالماء جالت فيه ريحٌ فاضطربْ

تحسبهُ أقعدَ في استقبالهِ ... حتَّى إذا استدبرته قلتُ أكبْ

وهو علَى إرهافه وطيِّه ... يقصر عنه المحزمان واللببْ

تقول فيه جنبٌ إذا انتحى ... وهو كمتن القدح ما فيه جَنَبْ

يخطو علَى عُوج تناهبن الثَّرى ... لم تتواكل عن شظى ولا عَصَبْ

تحسبها بائنة إذا خطتْ ... كأنَّما وظيفُهُ علَى نكبْ

يرتابهُ الصّيد فَرادينا به ... أوابدَ الوحشِ فأجدى واكتسبْ

ينحط في الحربِ يباري ظلّه ... ويعرق الأحقب في شوط الخببْ

إذا تبطَّنا به صَدَّفَه ... وإنْ بطنّى فوقه العين كذبْ

لا يبلغ الجهدَ به راكبه ... ويبلغ الرُّمحَ به حيث طلبْ

قال آخر:

في كلِّ منبت شَعرةٍ من جسمه ... خطٌّ ينمّقهُ الحسامُ المخذم

ما يدرك الأبصار أدنى جريه ... حتَّى يفوت الرُّمح وهو مُقدَّم

وكأنَّما عقد النُّجوم بطرفِهِ ... وكأنَّه بعُرَى المجرَّةِ مُلجم

وللبحتري:

وأغرَّني الزَّمنُ البهيمُ مُحجَّلٌ ... قد رحتُ منه علَى أغرَّ مُحجَّل

كالهيكل المبني إلاَّ أنَّه ... في الحسنِ جاء كصورةٍ في هيكلِ

تتوهمُ الجوزاء في أرساغِهِ ... والبدر غُرَّة وجهه المُتهلل

هزج الصَّهيل كأنَّ في نغماتِهِ ... نبرات معبد في الثَّقيل الأوَّل

ملأ العيون فإن بدا أعطيتَه ... نظر المحبِّ إلى الحبيبِ المقبلِ

وقال أيضاً:

وعريض أعلى المتن لو علّيتهُ ... بالزِّئبق المُنهال لم يترجرجِ

جذلان تحسده الجياد إذا مشى ... عَبَّا بأحسن حلَّةٍ لم تنسجِ

خفيت مواقع وطئه فلو أنَّه ... يجري برملةِ عالجٍ لم يُرهجِ

وله أيضاً:

<<  <   >  >>