للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَلي مَن نديمي في النّدامَى ومألفي ... ومنْ هو لي عند الصَّفاء خدين

قال آخر:

خير إخوانك المشاركُ في المرّ ... وأين الشَّريك في المرِّ أينا

ذاك مثل العقبان إن مسَّه النَّ ... ارُ جلاه لغلامٍ وازداد زينا

لا يني شاهداً بسرّك ما ... دمت وإن غبتَ كانَ أُذْناً وعَيْنا

وقال:

وكنت إذا الصديق أراد غيظي ... وأشرقني علَى حَنَق بريقي

غَفَرت ذنوبَهُ وكظمتُ غيظي ... مخافة أن أكونَ بلا صديقِ

وقال آخر:

وأخوك الَّذي إن سرَّك الآمر سرّهُ ... وإن نابَ أمرٌ ظلَّ وهو حزينُ

يُقرِّب من قرَّبت من ذي مودَّة ... ويُقصي الَّذي أقصيتهُ ويُهينُ

وقال آخر:

عليَّ لإخواني رقيبٌ من الصّفا ... تبيد الليالي وهو ليس يبيدُ

يُذكرنيهم في مغيب ومسهدِ ... فسيَّان منهم غائب وشهيدُ

وإنِّي لأستحيي أخي أن أبرَّهُ ... قريباً وأن أجفوه وهو بعيدُ

قال إبراهيم ابن العباس:

أميلُ مع الصديق علَى ابن أُمِّي ... وأحذر للصَّديق من الشَّقيقِ

وإنْ أبصرتني حرّاً مطاعاً ... فإنَّك واجدي عبدَ الصَّديقِ

أُفرِّق بين معروفي ومَنِّي ... وأجمع بين مالي والحقوقِ

وقال الصلتان العبدي:

إذا ما أخي يوماً تولَّى بودِّه ... وأنكرتُ منه بعض ما كنتُ أعرفُ

عطفت عليه بالمودَّة إنَّني ... علَى مدبر الإخوانِ بالبرِّ أعطفُ

ولستُ وإنْ ولَّى بودّ علَى الَّذي ... بذلتُ له من صفو ودِّي آسفُ

فأغفرُ منه ذنبَهُ لاصطناعِهِ ... وأسترُ منه بعض ما يتكشفُ

فإغضاؤك العينين عن عيب صاحبٍ ... لعمرك أبقى للإخاء وأشرفُ

قال الطائي:

ذو الودِّ منِّي وذو القُربى بمنزلةٍ ... وأخوتي أسوةٌ عندي وإخواني

عصابة جاورت آدابَهم أدبي ... فهم وإنْ فُرِّقوا في الأرض جيراني

أرواحنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ ... أبدانُنا بشآمٍ أوْ خراسانِ

قال معن بن أوس المزني:

إذا أنتَ لم تنصفْ أخاكَ وجدتَهُ ... علَى طَرَف الهِجران إنْ كانَ يعقلُ

وتركبُ حدَّ السَّيف من أن تضمهُ ... إذا لم يكن عن شفرةِ السَّيف معدلُ

ستُقطع في الدُّنيا إذا ما قطعتني ... يمينُك فانظرْ أيَّ كفٍّ تبدّلُ

قال أبو نهشل حميد بن عبد الحميد الطوسي:

عدلتُ عن الرحاب إلى المضيق ... وزرتُ البيت من غير الطَّريقِ

وتظلم عند طاعتك الموالي ... وليس الظلم من فعل الصديقِ

تجود بفضل عفوك للأقاصي ... وتمنعه من الخلّ الشَّفيقِ

وتحملني وأنت شقيق نفسي ... علَى هول الصَّواعق والحريقِ

وتعرضُ حاجتي فتُعدُّ فيها ... شفيعاً غير منطقك الرَّقيقِ

تقدمُ سوءَ ظنّك بي وتنسَى ... محافظتي علَى وَجب الحقوقِ

أما والرَّاقصات بذات عرق ... وربّ الرُّكن والبيتِ العتيقِ

لقد أطلعتَ لي تُهماً أراها ... ستحملني علَى مضض العقوقِ

وأحسبُ ها هنا عتباً وسخطاً ... ولست لسخط عبدك بالمطيقِ

قال محمد بن حازم:

مَن يخبرك بسبٍّ عن أخٍ ... فهو الشَّاتمُ لا مَن شَتَمك

ذاك أمرٌ لم يواجهك به ... إنَّما اللَّومُ علَى مَن أعلَمَك

إن ذا اللؤمِ إذا أكرمتَهُ ... حسب الإكرام حقّاً لزمك

قال آخر:

إذا كنت لا يُرضيك عن من تودُّهُ ... سوى جمع ما تهوى فأنت المُفنَّدُ

خذ العفو ممَّن قد رضيت إخاءَهُ ... وحسبك منه أن يصُحَّ التَّودُّدُ

قال آخر:

فيَّ انقباضٌ وحشمةٌ فإذا ... لاقيتُ أهلَ الوفاءِ والكرمِ

أرسلتُ نفسي على سجيَّتها ... وقلتُ ما شئتُ غيرَ محتشمِ

قال آخر:

خذي العفو منِّي تستديمي مودَّتي ... ولا تنطقي في سورتي حينَ أغضَبُ

فإنِّي رأيتُ الحبّ في القلبِ والأذَى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحبّ يذهبُ

قال الحسين بن مطير:

ونفسك أكرم عن نفوس كثيرة ... فما بك نفس بعدها تستعيرها

وما الجود عن فقر الرِّجال ولا الغِنَى ... ولكنَّه خيمُ الرِّجال وخيرها

قال زهير:

<<  <   >  >>