للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول الثعالبي بعد: خير الكلام ما قل وجل ولم يمل١، ويقول ابن الأعرابي: البلاغة التقرب من البغية ودلالة قليل على كثير٢.

جـ- وأما الطبقة الثالثة فهي طبقة المفكرين والمثقفين الذين تثقفوا بثقافة أجنبية واسعة، وتأثروا كل التأثر بآداب الأمم الأخرى، وترجموا آراءهم في البيان ومناهجه إلى اللغة العربية، أو ألفوا كتبًا تبحث في هذه الاتجاهات، وهؤلاء قد عاشوا في البيئة الإسلامية وأثروا في النقد والأدب والبيان ودراساته وتطوره تأثيرًا واضحًا كبيرًا، يمكننا أن نذكر شيئًا عن مجهود هذه الطبقة في خدمة البيان.

أهم عمل علمي قامت به هذه الطبقة: هو ترجمة كتابي الخطابة والشعر لأرسطو إلى العربية، فأما الخطابة فهو أصل البلاغة ودراساتها، وقد "أصيب بنقل قديم ونقله إسحاق بن حنين م ٢٩٨هـ وكذلك نقله إبراهيم بن عبد الله وفسره الفارابي ٣٣٩هـ" ٣، وأما كتاب الشعر فقد اختصره الكندي م ٢٥٣هـ، ونقله يحيى بن عدي ومتى في القرن الرابع من السريانية إلى العربية٤ ... وقد ألفوا في صناعة الشعر وللكندي رسالة في صناعة الشعر٥، ولأبي زيد البلخي كتاب بعنوان "صناعة الشعر" أيضًا٦، وكذلك لأبي هفان٧.


١ ٢١٨/ ١ العمدة.
٢ ٢١٧/ ١ العمدة.
٣ ٣٤٩ فهرست.
٤ ٣٤٩ و٣٥٠ فهرست، وتجد تحليلًا كاملًا للكتاب في "٦٤-١٣٦ قواعد النقد الأدبي"، وهو لم يصل إلينا كاملًا وليس من شك في أن للكتاب جزءًا ثانيًا قد فقد "٦٨ المرجع"، ونكاد نجزم أن أرسطو أراد بكتابه هذا أن يكون ردًّا على أفلاطون في رأيه الذي ذهب إليه وهو أن الشعر عمل غير جدير بمقام الذكاء البشري وأنه من أشد بواعث الفساد "٧١ المرجع"، ويقول أرسطو في أوله: "سأتكلم هنا عن فن الشعر وأنواعه المختلفة ووظائف كل نوع وفي البناء الصحيح للمنظومة وعدد أجزائها وخصائص كل منها" "٧٩ المرجع"، وترجمة ابن سينا وابن رشد "٢٤ وما بعدها مقدمة فقد النثر".
٥ ٣٥٩ فهرست.
٦ ١٩٨ فهرست.
٧ ٢٠٧ فهرست.

<<  <  ج: ص:  >  >>