للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا المظهر صبغ شخصية الجاحظ لهذه الروايات بصبغته، وهضم عقليته لها وإخراجها في أسلوبه الساحر، وفي استطراده الفاتن العجيب وفي سعة تامة وإحاطة كبيرة باللغة والأدب والبيان.

وهي في تعليقه على هذه الروايات والآراء، وفي نقده لها وحكمه عليها، ولن نحصي من ذلك نقده للآراء العامة في الأدب وما يتصل به، مما نراه في تعليقه على رأي الأهتم في الأحنف بن قيس١، وفي موافقته لرأي إياس في حمد إ عجاب الرجل بقوله٢، وفي تعليقه على الحكمة القائلة: قيمة كل امرئ ما يحسنه٣، وفي ثنائه على كلمة بليغة لمحمد بن علي٤، وفي نقده لرأي في تعليل تهيب عمر في خطبة النكاح٥، وفي مناقشته لكلمة عن ابن الزبير ٦، وفي نقده لمن يستحمق المعلمين ورعاة الغنم٧، وفي نقده لرأي من يضع الحبشة مع الأمم العريقة في الثقافة٨، وفي نقده رواية خطبة رويت لمعاوية٩ إلى آخر ما فيه من التعليق والنقد في هذا الباب. إنما نريد نقده لما يتصل بالبيان من آراء ومذاهب تمس صميم البلاغة العربية، ولا بأس أن نعد بعض هذه التعاليق والنقود.

أنشد خلف الأحمر الجاحظ:

وبعض قريض القوم أولاد علة ... يكد لسان الناطق المتحفظ

فعلق الجاحظ على هذا البيت تعليقًا جميلًا، فالشعر "إذا كان مستكرهًا وكانت ألفاظ البيت من الشعر لا يقع بعضها مماثلًا لبعض كان بينها من التنافر ما بين أولاد العلات ... وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج، فيعلم بذلك أنه أفرد إفراغًا جيدًا


١ ٥٧ و٥٨/ ١.
٢ ٨٢/ ١.
٣ ٧٣/ ١.
٤ ٧٤/ ١.
٥ ٩٢/ ١.
٦ ١٩٢/ ١.
٧ ١٧٤/ ١.
٨ ١٤٣/ ١.
٩ ٥٧/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>