للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ينطبق به، والعادة توأم الطبيعة "٢٣٠ و٢٣١/ ٣"، ونحن نستجيد رأي الجاحظ كل الاستجادة. وعلل الجاحظ أمية رسول الله وعدم قرضه الشعر في إفاضة وقوة بيان "٢٢٨/ ٢"، وأدلى برأيه في قوله صلى الله عليه وسلم: نحن معشر الأنبياء بكاء "٢٧٦/ ٣".

وأخيرًا فهذه هي شخصية الجاحظ في بعض ما ناقش فيه آراء رجال البيان وهي لعمري شخصية قوية مهيمنة لا تدعك حتى تؤمن بالجاحظ وثقافته ومذهبه واتجاهه في الأدب والبيان.

وللجاحظ فوق ذلك كله شخصية الباحث في أصول البيان العربي:

١- فالجاحظ أظهر من تكلم في البيان وحاجته إلى التمييز والسياسة والترتيب والرياضة وإلى تمام الآلة وإحكام الصنعة، وإلى سهولة المخرج وجهارة المنطق وتكميل الحروف وإقامة الوزن وأن حاجة الكلام إلى الحلاوة كحاجته إلى الجزالة. وأن ذلك من أكبر ما تستمال به القلوب وتزين به المعاني "٣٠/ ١" ولذلك فقد تحدث عن عيوب المنطق وآفات اللسان "٣١ و٣٣ و٤٤-٤٦ و٥٨-٦٢ و٦٦ و٦٧ جـ١"، وتكلم على تنافر الحروف والألفاظ "٦٢-٦٤ جـ١" ونادى بضرورة تجنب البليغ ألفاظ المتكلمين "١٠٦-١٠٨ جـ١" وبترك الوحشي والسوقي "١١٠، ١٧٦ جـ١" وكراهة الهذر والتكلف والتعقيد والتقعير والإسهاب والفصول "٢١ و١٤١ و٢٣٩ جـ١"، ونفي الكلام الملحون عن أن يكون من البلاغة "١٢١-١٢٤ جـ١" متحدثًا عن اللحن واللحانين "١٥٥-١٥٤ جـ٢".. وذكر البيان وأن مداره على الإفهام "٦٨/ ١"والوضوح مع شرف المعنى وبلاغة اللفظ وصحة الطبع والبعد عن الاستكراه والتكلف ومع قوة التأثير وسحر البيان "٧٣ و٧٥ و٨٩ جـ١" وأن يكون الكلام موزونًا أصيب به مقدار الحاجة "١٦١ و٦٢ جـ١" مع العارضة واللسن "١٣٠، ١٦٣ جـ١" ومع ترك الإسراف في الصنعة والتهذيب "١٧٦/ ١" ومع استعمال

<<  <  ج: ص:  >  >>