للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو لشأن غيره١ نحو: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِين} .

قال السكاكي:

وربما جعل ذريعة إلى تحقيق الخبر٢، كقوله:

إن التي ضربت بيتًا مهاجرة ... بكوفة الجند غالت ودها غول٣

وربما جعل ذريعة إلى التنبيه للمخاطب على خطأ كقوله: إن الذين ترونهم -البيت.

وفيه نظر، إذ لا يظهر بين الإيماء إلى وجه بناء الخبر وتحقيق الخبر فرق، فكيف يجعل الأول ذريعة إلى الثاني؟، والمسند إليه في البيت الثاني٤ ليس فيه إيماء إلى وجه بناء الخبر عليه بل لا يبعد


١ أي لا يجعل ذريعة إلى تعظيم شأن غير الخبر. وفي الآية إيماء إلى أن الخبر المبني على الموصول مما ينبئ عن الخيبة والخسران، وتعظيم لشأن شعيب عليه السلام، وربما يجعل ذريعة إلى الإهانة لشأن الخبر نحو إن الذي لا يحسن معرفة الفقه قد ألف فيه، أو غيره نحو أن الذي يتبع الشيطان خاسر فالموصول فيه إيماء إلى نوع الخبر المبني عليه، وفي ذلك الإيماء تعريض بحقارة الشيطان.
٢ أي يجعل الإيماء إلى وجه بناء الخبر ذريعة إلى تحقيق الخبر أي جعله محققًا ثابتًا، والمحقق له في الحقيقة إنما هو الصلة التي حصل بها الإيماء لا نفس الإيماء.
٣ البيت لعبدة بن الطبيب.. فإن في ضرب البيت بكوفة الجند والمهاجرة إليها إيماء إلى أن طريق بناء الخبر مما ينبئ عن زوال المحبة وانقطاع المودة ثم إنه يحقق زوال المودة ويقرره حتى كأنه برهان عليه، وهذا معنى تحقيق الخبر وهو مفقود في مثل "إن الذي سمك السماء" إذ ليس في رفع الله السماء تحقيق وتثبيت لبنائه لهم بيتًا، فظهر الفرق بين الإيماء وتحقيق الخبر.
٤ وهو "إن الذين ترونهم إلخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>