وفيه نظر: لأن كلمة كل: تارة تقع تأسيسًا -وذلك إذا أفادت الشمول من أصله، حتى لولا مكانها لما عقل- وتارة تقع تأكيدًا وذلك إذالم تفده من أصله، بل تمنع أن يكون اللفظ المقتضى له مستعملًا في غيره- أما الأول فهو أن تكون مضافة إلى نكرة، كقوله تعالى:{كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وقوله: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا} وقوله: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون} ، وأما الثاني فما عدا ذلك، كقوله تعالى:{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُم} . وهي في قوله: كل رجل عارف وكل إنسان حيوان من الأول لا الثاني١؛ لأنها لو حذفت منهمالم يفهم الشمول أصلًا.