للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله١:

والذي حارت البرية فيه ... حيوان مستحدث من جماد٢

وهذا٣ أولى من جعله شاهدًا لكون المسند إليه موصولًا كما فعل السكاكي.

وأما لتعجيل المسرة أو المساءة، لكونه صالحًا للتفاؤل أو التطير، نحو "سعد في دارك" و"السفاح في دار صديقك".

وإما لايهام أنه لا يزول عن الخاطر٤ أو أنه يستلذ فهو إلى الذكر أقرب.

وإما لنحو ذلك٥ ... قال السكاكي: وإما؛ لأن كونه متصفًا بالخبر يكون هو المطلوب لا نفس الخبر٦ كما إذا قيل لك: كيف.


١ البيت للمعري، وقد أورده السكاكي في إيراد المسند إليه اسم موصول للقصد بذلك كما يقول: إلى أن يتوجه ذهن السامع إلى ما ستخبر به عنه منتظرًا لوروده عليه حتى يأخذ منه مكانه إذا ورد.
٢ قال السعد: معناه تحيرت الخلائق في المعاد الجسماني والنشور الذي ليس بنفساني وفي أن أبدان الأموات كيف تحييى من الرفات بدليل ما قبله:
بأن أمر الإله واختلف الناس ... فداع إلى ضلال وهاد
يعني: يعضهم يقول بالمعاد وبعضهم لا يقول به ...
٣ أي جعله مثالًا لتقديم المسند إليه.
٤ كقول الشاعر:
وليلى هي الأحلام والأمل العذب.
٥ كإظهار تعظيمه مثل: "محمد رسول الله"، أو تحقيره مثله:
والشر أخبث ما أوعيت من زاد".
٦ أراد بالخبر الأول خبر المبتدأ. وبالخبر الثاني الأخبار، والمصنف لما فهم من الخبر الثاني أيضًا معنى خبر المبتدأ اعترض عليه بأن نفس الخبر تصور لا تصديق والمطلوب بالجملة الخبرية إنما يكون تصديقًا لا تصورًا وإن أراد بذلك وقوع الخبر مطلقًا -أي إثبات وقوع الشرب مثلًا- فلا يصح لما سيأتي في متعلقات الفعل من أنه لا يتعرض عند إثبات وقوع الفعل لذكر المسند إليه أصلًا بل يقال وقع الشرب مثلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>