للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون منها إسعاف به، وقوله١:

وإنما يعذر العشاق من عشقا

يقول ينبغي للعاشق أن لا ينكر لوم من يلومه، فإنه لا يعلم كنه بلوى العاشق، ولو كان قد ابتلي بالعشق مثله لعرف ما هو فيه فعذره وقوله٢:

ما أنت بالسبب الضعيف وإنما ... نجح الأمور بقوة الأسباب

فاليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب

يقول في البيت الأول أنه ينبغي أن أنجح في أمري حين جعلتك السبب إليه، وفي الثاني أنا قد طلبنا الأمر من جهته حين استعنا بك فيما عرض لنا من الحاجة، وعولنا على فضلك كما أن من عول على الطبيب فيما يعرض من السقم كان قد أصاب في فعله.

"قصر الفاعل على المفعول وعكسه٣":

ثم القصر كما يقع بين المبتدأ والخبر كما ذكرنا يقع بين الفعل والفاعل وغيرهما ٤، ففي طريق النفي والاستثناء يؤخر المقصور عليه.


١ هو أيضًا للعباس بن الأحنف وهو من قصر الصفة على الموصوف.
٢ هو أحمد بن أبي دؤاد "راجع ص٤ ملحق الفهرست لابن النديم"، أو الباخرزي، أو محمد بن أحمد بن سليمان كما في معجم الشعراء ص٤٤٧. والبيتان في الدلائل ص٢٧٣. السبب: ما يتوصل به إلى غيره. الأوصاب: جمع وصب وهو المرض.
٣ را جع ١٢٥ و١٢٩ من المفتاح، ٢٦٥ من الدلائل.
٤ كالفاعل والمفعول نحو ما ضرب زيد إلا عمرًا وما ضرب عمرًا إلا زيد، وكالمفعولين نحو ما أعطيت زيدًا إلا درهمًا وما أعطيت درهمًا إلا زيدًا وغير ذلك من المتعلقات ما عدا المصدر المؤكد فإنه لا يقع القصر بينه وبين الفعل إجماعًا وما عدا المفعول معه والنسق.

<<  <  ج: ص:  >  >>