للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما "أنى":

فتستعمل تارة بمعنى "كيف١"، قال تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} ٢، أي كيف شئتم، وأخرى بمعنى "من أين٣" قال الله تعالى: {أَنَّى لَكِ هَذَا} ٤؟، أي من أين لك٥.

وأما "متى" و"أيان" ٦:

فللسؤال عن الزمان٧، إذا قيل. متى جئت؟ أو أيان جئت؟ قيل: يوم الجمعة أو يوم الخميس أو شهر كذا أو سنة كذا. وعن علي بن عيسى الربعي أن أيان تستعمل في مواضع التفخيم كقوله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَة} ، {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّين} ؟.


١ ويجب أن يكون بعدها فعل إذ لم يرد أنى زيد بمعنى كيف هو.
٢ قيل هي هنا شرطية، وقيل أنها بمعنى متى وأنه معنى ثالث لها.
٣ ولا يجب أن يكون بعدها فعل.
٤ فتتضمن الظرفية والابتدائية.
٥ وليس المراد المكان حقيقة بل المراد من أي وجه نلت ما نلت؟ هذا وقوله "تستعمل" إشارة إلا أنه يحتمل أن يكون مشتركًا بين المعنيين اشتراكًا لفظيًّا وهو حقيقة فيهما، ويحتمل أن يكون في أحدهما حقيقة وفي الآخر مجازًا، ويحتمل أن يكون معناه أين إلا أنه في الاستعمال يكون مع "من" ظاهرة كما في قوله: من أين عشرون لنا من أنى.
أي: من أين، أو مقدرة كما في قوله تعالى: أنى لك هذا؟.
أي من أنى لك، أي من أين على ما ذكره بعض النحاة.
٦ راجع ١٣٥ من المفتاح.
٧ وفي مختصر السعد تخصيص أيان بالزمان المستقبل، وتستعمل "أيان" في موضع التفخيم مثل: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَة} .
وأخيرًا فالخلاصة أن أدوات الاستفهام ثلاثة أقسام: قسم مختص مطلب التصديق وهو "هل"، وقسم مختص بطلب التصور وهو ما عدا الهمزة وهل، وقسم يحتمل التصور والتصديق وهو الهمزة وذلك لعراقتها في الاستفهام. ولهذا يجوز أن يقع بعد أم سائر كلمات الاستفهام سوى الهمز كقوله تعالى: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّور} .

<<  <  ج: ص:  >  >>