للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زعم العواذل أن ناقة جندب ... بجنوب خبت عريت وأجمت

كذب العواذل، لو رأين مناخنا ... بالقادسية قلن: لج وذلت

وقد زاد هنا أمر الاستئناف تأكيدًا بأن وضع الظاهر موضع المضمر١ من حيث وضعه وضعًا لا يحتاج فيه إلى ما قبله، وأتي به مأتى ما ليس قبله كلام ومن الأمثلة قول الوليد٢:

عرفت المنزل الخالي ... عفا من بعد أحوال

عفاه كل حنان ... عسوف الويل هطال٣

فإنه لما قال عفا، وكان العفاء مما لا يحصل للمنزل بنفسه، كان مظنة أن يسأل عن الفاعل، ومثله قول أبي الطيب٤:

وما عفت الرياح له محلًّا ... عفاه من حدا بهم وساقا

فإنه لما نفي الفعل الموجود عن الرياح، كان مظنة أن يسأل عن الفاعل وأيضًا من الاستئناف ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف عنه٥ كقوله: "أحسنت إلى زيد. زيد حقيق بالإحسان٦".


١ حيث قال: كذب العواذل ولم يقل "كذبوا".
٢ الوليد بن يزيد. والبيتان في المفتاح ص١١٥، وفي الدلائل ص١٨٤.
٣ عفا: درس. الحنان: السحاب. عسوف الوبل: شديد المطر.
٤ البيت والكلام عليه في الدلائل ص١٨٤ والمفتاح ص١١٥.
عفا: محا، من حدابهم وساقا، أي من غنى الإبل التي سارت بهم وساقا،
٥ أي وقع الاستئناف عنه وأصل الكلام. ما استؤنف عنه الحدث فحذف المفعول ونزل الفعل منزلة اللازم.
٦ بإعادة اسم "زيد" والسؤال المقدر هنا هو: لماذا أحسن إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>