للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفضله١ تفيد نكتة، كالمبالغة في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّه} ، أي مع حبه والضمير للطعام أي مع اشتهائه والحاجة إليه٢، ونحوه: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّه} ، وكذا: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون ٣} ، وعن الفضل بن عياض: "على حب الله"، فلا يكون مما نحن فيه٤، وفي قول الشاعر:

إني على ما ترين من كبري ... أعرف من أين تؤكل الكتفُ٥

وفي قول زهير:

من يلق يوما على علاته هرمًا ... يلق السماحة منه والندى خلقا٦


١ ولو كان معنى الكلام لا يتم إلا بها والفضلة مثل مفعول أو حال أو نحو ذلك كالتمييز والمجرور مما ليس بجملة مستقل ولا ركن كلام بأن كان مفردا أو جملة غير مستقلة.
وكلام المصنف يدفع أن يكون المراد بالفضلة هنا ما يتم أصل المعنى بدونه "والقائلون بذلك يقولون به لأجل دخول الجملة الزائدة على أصل المراد" إذ لا تخصيص لذلك بالتتميم، حيث ذكر المصنف: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} الآية مثالا ولا شك أن مما تحبون ليس فضلة بهذا المعنى فلا يكون تتميمًا؛ لأن الإنفاق مما يحبون لا يتم أصل المعنى بدونه وكون الشيء مقصودا في الكلام لا يتم المراد إلا به لا ينافي كونه إطنابا.
والتتميم مباين للتكميل؛ لأن شرطه أن يكون الكلام معه غير موهم خلاف المراد بخلاف لتكميل.
٢ وإن جعل الضمير لله تعالى أي: على حب الله أي لأجله فهو لتأدية أصل المراد فيكون غير تتميم؛ لأنه يكون مساواة لا إطنابًا.
٣ لأن أصل المعنى يتم بقوله: {حَتَّى تُنْفِقُوا} أي يقع إنفاق.
٤ لأنه على هذا يدخل في تأدية أصل المراد.
٥ الكتف تؤكل من أسفلها، وهو تكميل للأول يريد أن عجزه عن ذلك ليس لتقصير منه.
٦ العلات جمع علة وهي ما يتعلل به، وأصله من عل إذا شرب مرة بعد مرة.
والشاهد قوله: "على علاته" فهي تتميم.
ومثله قول زهير:
"ولكن الجواد على علاته هرم".

<<  <  ج: ص:  >  >>