للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما مات منا سيد في فراشه ... ولا طلَّ منا حيث كان قتيل١

فإنه لو اقتصر على وصف قومه بشمول القتل إياهم لأوهم أن ذلك لضعفهم وقلتهم، فأزال هذا الوهم بوصفهم بالانتصار من قاتلهم وكذا قول أبي الطيب:

أشد من الرياح الهوج بطشا ... وأسرع في الندى منها هبوبا

فإنه لو اقتصر على وصفه بشدة البطش لأوهم ذلك أنه عنف كله ولا لطف عنده، فأزال هذا الوهم بوصفه بالسماحة، ولم يتجاوز في ذلك كله صفة الريح التي شبه بها، وقال: إنه أسرع في الندى منها هبوبا كأنه من قول ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كأنه كالريح المرسلة".

"التتميم" ٣:

وإما بالتميم وهو أن يؤتى في كلام٣ لا يوهم خلاف المقصود٤


١ البيت للسموأل "٣٨ جـ١ الحماسة شرح الرافعي".
طل: أهدر دمه.
٢ راجع ٣٧١ و٣٨٠ صناعتين.
٣ سواء كان في وسطه أو آخره.
٤ هذا مخرج لتتميم ذكره في كلام يوهم خلاف المقصود؛ لأن النكتة في التتميم غير دفع خلاف المقصود لا بأنه لا يكون في كلام يوهم خلاف المقصود إذ لا مانع من اجتماع التتميم والتكميل.

<<  <  ج: ص:  >  >>