للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدواة والقرطاس، وتعالَ، قال: فأتيته، فأخرج إلينا صحيفة أبي سلَّام، فقلنا له: سمعت من أبي سلَّام؟ قال: لا، قلت: فَمِن رجلٍ سمعه من أبي سلَّام؟ قال: لا» (١).

وقال العلائي: «وروى حرب بن شداد عن ابن أبي كثير، أنه قال: كل شيء عن أبي سلَّام، فإنما هو كتاب» (٢).

ولا يخفى ما في الصحف من الوهم، قال الذهبي: «الصحف يدخل في روايتها التصحيف، لا سيما في ذلك العصر؛ إذ لا شكل بعد في الصحف، ولا نقط بخلاف الأخذ من أفواه الرجال» (٣).

٣ - أنه لم يُختلَف عليهما، كما اختُلف على يحيى بن أبي كثير، فإنه وإن كانت رواية هشام أرجح (٤)؛ إلا أنه اختلف على يحيى من طريق هشام على أوجه:

- فقيل: عن يحيى بن أبي كثير قال: حُدِّثت أن أبا سلَّام قال، كما في رواية عند الطبراني.

- وقيل: عن يحيى قال: حدث أبو سلَّام، كما في رواية عند الطبراني.

- وقيل: عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثنا (٥) أبو سلَّام، كما في رواية عند أحمد وابن عساكر.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في المراسيل ص ٢٣٩ - ٢٤٠.
(٢) جامع التحصيل ص ٢٩٩.
(٣) سير أعلام النبلاء ٥/ ١٧٤.
(٤) نقل الأثرم عن أحمد قال: «هشام الدستوائي أثبت في حديث يحيى من معمر»، ونقل إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين قال: «ما روى أيوب -يعني: السختياني- عن يحيى بن أبي كثير شيئًا فيه خير، ولكن هشام الدستوائي» ينظر: شرح علل الترمذي لابن رجب ٢/ ٦٧٧.
(٥) روى هذا الوجه إسماعيل بن علية عند أحمد، ومروان بن معاوية عند ابن عساكر، وغالب الظن أن هذا التصريح بالتحديث خطأٌ؛ لأمور:
أن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من أبي سلَّام، وإنما يروي عنه بالوجادة، ومن المقَّعد في علم الحديث أن الذي يروي بها لا يصرح بالتحديث، قال القاضي عياض في الإلماع ص ١١٧: «لا أعلم من يُقْتدى به أجاز النقل فيها بـ: «حدثنا وأخبرنا»».
أن جميع من روى الحديث عن هشام الدَّستوائي لم يرد عنهم التصريح بالتحديث، وهم أبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، وأبو إسحاق الفزاري، ووهب بن جرير، وأبو الوليد الطيالسي.
أن إسماعيل بن علية نفسَه جاء عنه الحديث، وليس فيه التصريح بالتحديث، كما في تاريخ ابن عساكر ٢٨/ ٣١٤ فقد جاء فيه قول إسماعيل: «نا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، قال حدَّث أبو سلَّام .. »، ومروان بن معاوية علَّق عنه ابن عساكر السند قبلُ، وليس فيه تصريحٌ بالتحديث، وأورده ابن أبي حاتم في العلل ص ٧٥٠، وليس فيه تصريحٌ بالتحديث، والله أعلم.

<<  <   >  >>