للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: أنه يُتْبعَ الرجل فرسه مَنْ يركض خلفه، ويُجْلِب عليه، ويصيح وراءه يستحثه بذلك على العدْو.

قال ابن القيم عن الأخير: «هو الصواب»، وقال عن الأول: «وفيه نظر؛ لأنه لا يُمنع من ضربه، ولا نخسه بالمهماز (١) وغيره مما يحرضه على العدْو، وهكذا لا يمنع من صياحه عليه، وليس هذا ظلمًا؛ لأن الآخر يفعل بفرسه هكذا».

أما قوله: «ولا جَنَب»: الجنب له أكثر من معنى، ومعناه هنا فيه تفسيران:

الأول: أن يَجْنُبَ فرسًا إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب.

الثاني: أن يَجْنُبَ فرسًا إلى فرسه يهتف به للسباق (٢).

* * *

١١٧ - قال أبو داود الطيالسي (٣): حدثنا حماد بن سلمة، عن حُميد، عن الحسن، عن عمران بن حصين رفعه: «لا جَلَب، ولا جَنَب، ولا شِغار في الإسلام».

• رواة الحديث:

١ - حماد بن سلمة: تقدمت ترجمته في الحديث الثالث عشر، وأنه ثقةٌ عابدٌ، ربما أخطأ، وأنه أثبت الناس في ثابت البناني، وحميد الطويل، وزيد بن جُدعان، وهشام بن عروة.

٢ - حُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل، أبو عبيدة البصري، اختلف في


(١) هو الحديدة التي على خف الرائض، أو الفارس يهمز بها جنب الفرس، ينظر: المعجم الوسيط ٢/ ٧٩٤ - ٩٩٢.
(٢) الإقناع لابن المنذر ٢/ ٥٠٧، شرح مشكل الآثار ٥/ ١٥٤، النهاية ١/ ٢٨١، شرح الزركشي ٧/ ٦٢، أسنى المطالب ٤/ ٢٤٠، الفروسية ص ٤١٤ - ٤١٦.
(٣) مسند أبي داود الطيالسي ٢/ ١٧٦ ح (٨٧٧).

<<  <   >  >>