للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وهذا الوجه يرويه عن مالك معن بن عيسى، وتابع مالكًا فيه النضر بن طاهر.

والراجح هو الوجه الأول، وأن الحديث لا يصح إلا مرسلًا، وهو قول الدارقطني (١)، فقد خالف معن بن عيسى ثلاثةً من الرواة الثقات رووه عن مالك مرسلًا، وفيهم عبد الله بن مسلمة القعنبي، وقد قال ابن المديني: «لا يُقدَّم من رواة الموطأ أحدٌ على القعنبي» (٢)، وقال عثمان الدارمي: «سمعت علي بن عبد الله المديني، وذُكر عنده أصحاب مالك، فقيل له: معن ثم القعنبي؟ فقال: لا، بل القعنبي ثم معن» (٣)، وقد تابع مالكًا على الإرسال يحيى بن سعيد الأنصاري، ويونس بن يزيد الأيلي.

أما قول البزار -عقب إخراجه الحديث-: «قال معن: كان مالكٌ لا يسنده، فخرج يومًا نشيطًا فحدثنا به، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة».

ومفاده أن الحديث صحيحٌ موصولًا؛ لأن مالكًا هو الذي يتعمد وصله وإرساله.

فجوابه أن يقال: بأن راوي كلام معن هو حميد بن الربيع، قال النسائي: «ليس بشيء» (٤)، قال الدارقطني: «تكلموا فيه» (٥).

وأما متابعة النضر بن طاهر فلا تغني شيئًا، فقد قال ابن عدي فيه: «بصريٌّ ضعيفٌ جدًّا، يسرق الحديث، ويحدث عمن لم يرهم» (٦).

ويغني عن هذا الحديث حديث أنس قبله بنحوه.

- قال الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن شعيب بن شداد قال: لما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنَّقيع مُنْصَرَفَه من المُريسيع، ورأى سعةً وكَلأً وغُدُرًا كثيرة


(١) العلل ٩/ ١٧٣.
(٢) سؤالات مسعود السجزي (٣١٣).
(٣) سؤالات مسعود السجزي (٣٠٩).
(٤) ضعفاء النسائي (١٤٢).
(٥) تاريخ بغداد ٨/ ١٦٣.
(٦) الكامل ٧/ ٢٧.

<<  <   >  >>