للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا بيان حال هؤلاء الرواة الأربعة:

١ - حماد بن أسامة ثقة ثبت (١).

٢ - حماد بن سلمة، وقد سبق الكلام على روايته.

٣ - أبو معاوية الضرير، وهو محمد بن خازم ثقة في حديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره (٢).

٤ - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو ثقة متقن (٣).

وهذا الوجه رجحه أبو زرعة (٤)، والدارقطني (٥)، وهو ظاهر فعل البخاري (٦)، وهو الأقرب؛ لأمور:

١ - أنه إذا اختلف على راوٍ، وسلك بعض أصحابه جادة معروفة، وخالفهم حافظٌ أو أكثر، في سلوك غير الجادة؛ كان الغالب أن الصواب مع من سلك غير الجادة (٧).

والجادة هنا هشام عن أبيه عن عائشة (٨).


(١) التقريب (١٤٨٧).
(٢) التقريب (٥٨٤١).
(٣) التقريب (٧٥٤٨).
(٤) العلل لابن أبي حاتم رقم (٢٤٨٤).
(٥) العلل ١٥/ ٤٦.
(٦) العلل الكبير للترمذي ٢/ ٩٤٩.
(٧) وقد أخطأ سفيان بن عيينة في حديث، فسلك فيه الجادة، ونبه على ذلك الإمام الشافعي، وذلك في حديث رواه سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: «صلى عمر الصبح بمكة، ثم طاف سبعًا، ثم خرج وهو يريد المدينة، فلما كان بذي طوى، وطلعت الشمس صلى ركعتين» قال يونس بن عبد الأعلى: «قال لي الشافعي في هذا الحديث: اتبع سفيان بن عيينة في قوله الزهري، عن عروة عن عبد الرحمن المجرة، يريد لزم الطريق». ينظر: معرفة السنن والآثار للبيهقي ٤/ ١٥٦.
(٨) قال ابن رجب في فتح الباري ٥/ ٣٥: «عروة عن عائشة سلسلة معروفة يسبق إليها لسان من لايضبط ووهمُهُ». وقال المعلمي في التنكيل ٢/ ٦٧: «وهكذا الخطأ في الأسانيد، أغلب ما يقع بسلوك الجادة، فهشام بن عروة غالب روايته عن أبيه عن عائشة، وقد يروي عن وهب بن كيسان عن عبيد ابن عمير، فقد يسمع رجل من هشام خبرًا بالسند الثاني ثم يمضي زمان على السامع فيشتبه عليه فيتوهم أنه سمع ذاك الخبر من هشام بالسند الأول على ما هو الغالب المألوف، ولذلك تجد أئمة الحديث إذا وجدوا راويين اختلفا بأن رويا عن هشام خبرًا واحدًا، جعله أحدهما عن هشام عن وهب عن عبيد، وجعله الآخر عن هشام عن أبيه عن عائشة، فالغالب أن يقدموا الأول، ويخطئوا الثاني، هذا مثال ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى».

<<  <   >  >>