للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المشيات وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت؛ فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه، ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة، وهي مشية مذمومة قبيحة، وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب؛ مشي الجمل الأهوج، وهي مشية مذمومة أيضًا، وهي دالة على خفة عقل صاحبها، ولا سيما إن كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينًا وشمالًا، وإما أن يمشي هونًا، وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهما بها في كتابه فقال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: ٦٣]. قال غير واحد من السلف: بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت، وهي مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؛ فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوي له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

غير مكترث، وهذا يدل على أمرين؛ أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشية أعدل المشيات» (١).

وعلى ما ذكر ابن القيم يحمل قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: ١٩].

قال القرطبي: «القصد: ما بين الإسراع والبطء؛ أي: لا تدب دبيب المتماوتين، ولا تثب وثب الشطار» (٢).


(١) زاد المعاد ١/ ١٦١.
(٢) تفسير القرطبي ١٤/ ٧١.

<<  <   >  >>