للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوراق البصري؛ فإن تمامًا يروي عن شيخه ابن سنان، عنه في مواضع عديدة، والوراق هذا قال ابن عدي: «يوصل الحديث ويسرقه» (١)، وقال الذهبي: «ضعفوه بمرة» (٢)؛ إلا أن الذي يجعلني لا أجزم بذلك أني لم أرَ أحدًا ممن ترجم له قد نسبه مِنْقَريًا.

كما أن في الإسناد متابعَ المِنْقَري أبا يوسف يعقوب بن إسحاق لم أعثر على ترجمته سوى أن الذهبي قال: «يعقوب بن إسحاق البصري العطار، عن عمرو بن مرزوق، وهشام بن عمار، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري، وعمر بن علي العتكي، وغيرهما» (٣).

ومما يوهنها أنها مخالفةٌ للوجه الوارد في الصحيحين في ذكر عائشة لعبها بالمراجيح دون ذكر أمر النبي بقطع المراجيح.

ومما يزيدها وهنًا أنه لم يروِهَا أحدٌ من أصحاب الكتب المشهورة.

وأما سماع مجاهد عن عائشة، فقد اختلف فيه، والأقرب أنه سمع منها (٤).


(١) الكامل ٦/ ١٧٥.
(٢) ميزان الاعتدال ٣/ ٥٧٠.
(٣) تاريخ الإسلام ٢١/ ٣٣٧.
(٤) قال العلائي في جامع التحصيل (٧٣٦): «قال يحيى بن سعيد لم يسمع مجاهد من عائشة -رضي الله عنه- ا، وسمعت شعبة ينكر أن يكون سمع منها، وتبعهما على ذلك يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي قلت: وحديثه عنها في الصحيحين، وقد صرح في غير حديث بسماعه منها»، وقال ابن حجر في الفتح ١/ ٤١٣: «قال أبو حاتم: لم يسمع مجاهد من عائشة، وهذا مردود، فقد وقع التصريح بسماعه منها عند البخاري، وأثبته على ابن المديني فهو مقدم على من نفاه» قلت: لعل الحافظ يقصد بسماعه هذا الحديث، قال البخاري في صحيحه ح (١٧٧٥): حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر جالسٌ إلى حجرة عائشة، وإذا ناسٌ يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم. فقال: بدعة. ثم قال له: كم اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال: أربعًا؛ إحداهن في رجب، فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة، فقال عروة: يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت ما يقول؟ قال يقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب، قالت يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط.

<<  <   >  >>