للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهاشم١، ولم يجد أمية بدا من تنفيذ ما عاهد عليه، فخرج من مكة مكرها بعد أن نحر الإبل، ومكث بالشام المدة، وهذه أول العداوة بين هاشم وأمية وأولادهما.

وعلى الرغم من تقدم هاشم في السن، فقد ظل محافظا على الغدو والرواح إلى الشام وإلى اليمن، وإنه لفي رحلته يوما عائدا من الشام، إذ عرج على يثرب مع جماعة من قريش، فاسترعى نظره فتاة تشرف على قوم يتجرون، فأعجب بها، وزادت رغبته إليها حينما علم أنها ابنة عمرو الخزرجي، إذ كان ذا شرف في قومه، وكانت تسمى"سلمى" فتقدم هاشم لخطبتها، فقبلته زوجا لها.

وانتقلت معه إلى مكة، ثم رجعت إلى يثرب حيث ولدت لهاشم غلاما سمته شيبة الحمد، بقي في حضانتها في حياة هاشم وبعد موته.

ومات هاشم بغزة أثناء إحدى رحلاته، فقام بأعباء الملك من بعده أخوه المطلب، وجمع في يده منصب الرفادة والسقاية، وكان يسمى "الفيض" لسماحته وكرمه.

عبد المطلب:

وقد فكر المطلب يوما في شيبة الحمد ابن أخيه هاشم، فذهب إلى يثرب وطلب إلى سلمى بنة عمرو الخزرجية أن تسلم إليه الفتى، ففعلت، وأردفه المطلب على بعيره، ودخل به مكة، فظن الناس أنه عبد اشتراه المطلب، وصاحوا: هذا عبد المطلب، فصاح بهم المطلب: إنه شيبة الحمد ابن أخي هاشم قدمت به من يثرب، ولكن على الرغم من هذا غلب هذا الاسم على شيبة الحمد، حتى صار يدعى "عبد المطلب".


١ قال الكاهن: والقمر الباهر، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو من طائر، وما اهتدى بعلم مسافر، من منجد وغائر، لقد سبق هاشم أمية إلى المفاخر "ابن الأثير ج٢ ص١٠، والنزاع والتخاصم بين بني أمية وهاشم للمقريزي, ص٢ وما بعدها".

<<  <   >  >>