للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحقيقة أن جموعا من اليهود المضطهدين كانوا يبحثون لهم عن ملجأ كلما حزبهم الأمر، وكان هذا الملجأ هو الحجاز١، ومن المحتمل أن الأنباط حين غزوا فلسطين أسروا كثيرا من اليهود، وأن هؤلاء الأسرى وغيرهم يمّموا شطر الجنوب موغلين٢.

على أن عددهم بالحجاز قبل الميلاد بقرن، كان ضئيلا؛ لأن جريزل Grayzel نشر خريطة دقيقة لمواطن اليهود في العالم القديم في القرن الأول قبل الميلاد، وسجل فيها عددهم في كل موطن، وليس بها إشارة إلى اليهود بالحجاز أو باليمن٣.

وفي الحجاز أقام اليهود، وبنوا الحصون، وثمروا الأموال، وزرعوا الأرض٤, وبتطاول الزمن صارت لهم في الحجاز مستعمرات عدة، منها: خيبر، وفدك، ووادي القرى، وتيما، ومقنا. وكانت قرى كثيرة شمالي يثرب آهلة باليهود، وهي والمستعمرات اليهودية تصور مبلغ كثرتهم وانتشارهم بالحجاز٥.

وكثر اليهود بالحجاز، واختلطوا بالعرب؛ لأن الأوس والخزرج نزلوا يثرب ووجدوا بها عدة قبائل من بني إسرائيل، هم: بنو عكرمة، وبنو ثعلبة، وبنو محمر، وبنو زغوار، وبنو قينقاع، وبنو زيد, وبنو النضير, وبنو قريظة، وبنو بهدل، وبنو عوف، وبنو الفصيص. وكان هنالك بنو ضخم، وبنو ماسكة، وبنو القممة، وبنو زيد اللات، وبنو حجر، وبنو زهرة, وبنو زبالة, وبنو ناغضة، وبنو عكوة، وبنو مزاية، حتى لقد نيّفت قبائلهم على العشرين، وزادت آطامهم وآطام من نزل معهم من العرب على السبعين٦.

وكانت معهم بطون من العرب، منهم: بنو الحرمان -حي من اليمن- وبنو مرثد -حي من بلي- وبنو نيف -من بلي- وبنو معاوية


١ Deperceval p. ٦٤٢.
٢ تاريخ اليهود لجريزل, صفحة ٢٤٤.
٣ تاريخ اليهود لجريزل, صفحة ٢٤٤.
٤ خلاصة الوفاء للسمهودي ص٧٩.
٥ معجم البلدان ٧/ ٤٢٨.
٦ خلاصة الوفا ٧٩.

<<  <   >  >>