للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-من بني سليم- وبنو الشيظة -من غسان- وبنو مزيد -من بلي- وبنو الجذمى "الجذماء" من اليمن.

ثم بعد سيل العرم وفد إليهم الأوس والخزرج، واستوطنوا المدينة، وأقام بعضهم بين القرى اليهودية، وأقام آخرون مع اليهود في قراهم، ونزل بعضهم وحده لا مع اليهود, ولا مع العرب الذين كانوا قد تألفوا إلى اليهود١.

والأوس: ينتسبون إلى أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن عبد الله بن الأزد، وينقسمون إلى بطون، منهم: عوف، والنيبت، وجشم، ومرة، وامرؤ القيس.

وأما الخزرج: فهم إخوة الأوس، فالخزرج شقيق أوس، وهم بطون، أشهرها: بنو النجار وينتسبون إلى تيم الله بن ثعلبة، والحارث، وجشم، وعوف، وكعب ... وكان للخزرج رئيس منهم هو عمرو بن الإطنابة، وقد حكم الحجاز في أيام النعمان بن المنذر، وقتله الحارث بن ظالم قاتل خالد بن جعفر بن كلاب.

والأوس والخزرج يدعون ببني "قيلة"، وهي: قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة على الراجح. وقضى الأوس والخزرج ردحا من الزمن في ضيق؛ لأن الخيرات كانت في قبضة اليهود، ثم تحالفوا وتعاملوا، وظلوا على ذلك زمنا طويلا٢ حتى قدم أبو جبيلة الغساني إلى يثرب، فآزر الأوس والخزرج، وأفنى كثيرا من اليهود.

وقد أشاد الشعراء بأبي جبيلة وافتخروا به، وكان أبو جبيلة من الخزرج الذين نزحوا إلى سوريا، واندمج في الغساسنة، فمن الطبيعي أن يستجيب لنصرة قومه. ثم نكل مالك بن العجلان مرة أخرى باليهود، فنقموا منه ولعنوه في بِيَعهم وكنائسهم.

ولكنهم بعد ذلك ذُلوا وتخوّفوا بطش العرب، وجعلوا كلما هاجمهم أحد من الأوس والخزرج بشيء يكرهونه، لم يمش بعضهم إلى بعض كما كانوا يفعلون,


١ المرجع السابق ٨٢.
٢ الأغاني ١٩/ ٩٦.

<<  <   >  >>