للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- وأن القول بعربيتهم هو المتفق مع تاريخهم.

٣- وأن العبيد الذين كانت قريش تستعين بهم في حروبها, لم يكونوا من الأحابيش في شيء.

وقد لاحظ أن التفسير اللغوي لكلمة الأحابيش يفيد ثلاثة معانٍ خاصة:

١- الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.

٢- التجمع والتأشب.

٣- كثرة العدد ويكنى عنها بالسواد؛ لأن العرب تنعت الشيء إذا كثر وتكاثف بسواد اللون.

وهذا التفسير اللغوي يتمشى مع مدلول الأخبار الواردة في بيان أصل نظام الأحابيش. قال ابن إسحاق: والأحابيش: بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة. وقال ابن هشام: "تحالفوا جميعا فسموا الأحابيش؛ لأنهم تحالفوا بوادٍ يقال له: الأحبش بأسفل مكة"١. ويقول صاحب معجم البلدان: "حبشي: جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك، يقال: به سميت أحابيش قريش، وذلك أن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده وحالفوا قريشا، وتحالفوا بالله: إنا ليد واحدة على غيرنا ما سجا ليل ووضح نهار، وما رسا حبشي مكانه. فسموا أحابيش قريش باسم الجبل، وبينه وبين مكة ستة أميال ... "٢.

ومن هذه النقول التاريخية نأخذ أن الأحابيش:

١- كانت أحياء عربية تنتمي إلى كنانة وخزيمة وخزاعة.

٢- أن هذه الأحياء تجمعت بوادٍ يقال له: الأحبش، أو عند جبل يقال له: حبشي, وتحالفت فسميت الأحابيش.

٣- أنها حالفت قريشا على التناصر والتآزر، فالمدلول التاريخي لكلمة "الأحابيش" متمشٍّ مع مدلولها اللغوي.


١ سيرة ابن هشام, طبعة جوتنجن ٢٤٥, ٢٤٦.
٢ معجم البلدان: حبشي.

<<  <   >  >>