للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعلمه أهل الحيرة، وعنهم تعلمه أهل الأنبار، وعنهم أخذه جماعة من أهل الحجاز، وينسب هذا الرأي لابن عباس١.

ومهما كان فالحجازيون هم الذين عرفوا الكتابة قبل عرب الجزيرة الشماليين. ولما جاء الإسلام كان في قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب، ومنهم: الشفاء بنت عبد الله العدوية، كانت تحسن الكتابة، وكذلك جماعة من النسوة، وفي المدينة قليل من الأوس والخزرج يكتبون، ومنهم سويد بن الصامت، وحضير الكاتب، وكانا من أهل يثرب٢.

أما مؤرخو الفرنجة فيقولون: إن الخط الحيري مأخوذ عن النبطي كما قال مؤرخو العرب، ولكنهم يقولون: إن النبط أخذوا خطهم عن الخط الآرامي؛ لقرب الآراميين من النبط، وإن الخط الكوفي متولد عن نوع من الخط السرياني، يسمى السطرنجيلي قبيل الإسلام، بدليل تشابههما في الحروف، واتفاقهما في بعض قواعد الرسم: كحذف ألف المد من "الظالمين" و"كتاب"، وفي الأغراض التي يستخدمان فيها، وهي: النقش على جدران المعابد, وكتابة الكتب السماوية.

وعلى هذا الرأي، فالمسند لا دخل له في سلسلة الخط العربي بنوعيه، بخلاف الآرامي، وهذا عكس ما يقول مؤرخو العرب في هذه النقطة ... وكانت الكتابة على العسب والرقوق والعظام حتى اخترع الورق سنة ١٢٠هـ.


١ ٢/ ٣٤٩ المزهر للسيوطي.
٢ ١٥/ ١ تاريخ العرب قبل الإسلام, للدكتور جواد علي.

<<  <   >  >>