للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسكنر

٣- وأما اللغة فقد كانت الحميرية هي السائدة بين عرب الجنوب، ويقال: إن إسماعيل -عليه السلام- تكلم بلسان جرهم، وكان لسانه قبل ذلك: إما سريانيا كأهل فلسطين، أو كلدانيا كأهل كلدانيا؛ لأن إبراهيم أباه عاش في كليهما، أو مصريا تبعا لأمه هاجر. ويظهر أن لغة إسماعيل تأثرت بكل من هذه اللهجات الثلاث، وقد نشأت سلالته في الحجاز على العربية الفصحى.

على هذا كانت لغة أهل الحجاز تخالف لغة أهل اليمن من بعض الوجوه، وتظهر بعض الفوارق في المفردات؛ فمثلا: المدية عند اليمنيين تسمى سكينا في لغة أهل الحجاز، كما تظهر أيضا في أسماء الإشارة والضمائر وأدوات التعريف وأوجه الإعراب ... إلخ. ولما نزل القرآن الكريم بلغة قريش أهملت العرب لغة حمير, فكادت تنعدم ولم يبق منها إلا القليل، كالتي تسمى جعجعة قضاعة, وشنشنة اليمن، وتلتلة بهراء, وطمطمة حمير١.


١ الجعجعة: جعل الياء جيما، تقول في "الراعي خرج معي": الراعج خرج معج، والشنشنة: جعل الكاف شينا، تقول في "أطع أباك وأمك": أطع أباش وأمش، والتلتلة: كسر حرف المضارعة كلهجة المصريين، والطمطمة: جعل أم بدلا من ال كقول بعض بني حمير للنبي -صلى الله عليه وسلم: "أمن أمبر أمصيام في أمسفر؟ "، أي: أمن البر الصيام في السفر؟

<<  <   >  >>