هذا البحر كان يغطي منطقة خليج فارس ورأس عمان كما نعرفها الآن، والمظنون أيضا أن مياه هذا البحر كانت تلاطم نفس الشواطئ التي كان البحر القديم يلاطمها, ولم تأخذ بلاد العرب شكلها الأخير الذي نعرفه الآن لها في هذه الأزمنة التاريخية إلا بعد انقشاع المياه عن سطح البقاع التي كان يغسلها وارتفاع تلك البقاع الأرضية عن مستوى سطح البحر, ثم تلا هذا العصر حركات أرضية سببت تكوين أخدود البحر الأحمر وانقسام القارة العظيمة إلى قسمين:
قسم غربي البحر الأحمر نعرفه الآن بإفريقيا، وقسم آخر شرقيه هو الحجاز وبلاد العرب.
ب- الطبقات الأرضية:
أما التكوين الطبيعي للصخور والطبقات في الحجاز, فإنه مماثل تمام المماثلة للطبقات التي تؤلف المنطقة الغربية للبحر الأحمر, اعتبارا من الساحل المصري إلى أقصى الجنوب. مع أنه في العلا على طرف البلاد من الناحية الشمالية تتكاثر الحجارة الرملية بطبقات سفلى كثيفة, وتمتد المساحة الغربية الباقية حتى البحر الأحمر. أما أملج وضبا والمويلح قرب رأس خليج العقبة, فتتألف من تشكيلات نارية وميتامورفية "متحولة" تميل إلى رواسب مواد الأجسام المعدنية, وتوجد بعض هذه المواد في كل من نوعي هذه التشكيلات، إلا أن فائدتها باستثناء الملح والكلس والجبس "سلفات الكلس" للبلاد في الوقت الحالي ضئيلة. وفي جبل النورة الذي يبعد حوالي ١٢ ميلا من مكة توجد كمية طيبة من الجير المحروق يتحصل عليه من الشظايا الراسبة التي قد تحولت إلى ميتامورفية بفعل الحرارة والريح. وترى كذلك جزر مشابهة على الطريق من جدة إلى مهد الذهب حوالي ٤٠ ميلا خلف جدة، كما تشاهد في القرين الأبيض "قرن الماعز الأبيض" على بعد ١٠٠ ميل تقريبا عن جدة. وأكمة منجم مهد الذهب بالذات عبارة عن صخور بركانية متماسكة كحجر الصوان شكلا ورواسب متيامورفية بشكل مرتفع، يعلوها مجرى من البازلت، وجبل المنجم هو نوع من الأندسيت يقطعه عروق من المرو، وقسم منه مكسوّ جزئيا بالريوليت وهو نوع من