"ونشبت الحرب بين قيس وكلب" ولا يذكرون أن قيسا من العدنانية وكلبا من القحطانية لاعتقادهم أن القارئ يعلم ذلك، وعلى هذا النحو قولهم: تفاخرت قحطان ونزار، أو معد واليمن، أو مضر وحمير، أو هوازن وكهلان, أو قيس وهمدان ... إلخ.
على أن النزاع الذي حدث بين هذه القبائل، لم يكن أعظم عنفا وأثرا مما حدث بين بني العباس وبني أبي طالب وهما جميعا من بني هاشم، ولا مما حدث بين بني هاشم وبني أمية، وكلاهما من بني عبد مناف.
موقف الإسلام منها:
أما موقف الإسلام من العصبية القبلية، فكان موقفا عدائيا، فإن صاحب الرسالة -عليه السلام- قد دعا إلى الوحدة، والتضامن، ونبذ الخلاف والشقاق والأنانية، وعمل على إزالة الفوارق، ونشر العدالة، وأعلن المساواة بين الناس، وكان آخر ما خاطب به الناس في حجة الوداع:"إن ربكم واحد, وأباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى".
٥- مكانة الشاعر:
وكانوا يحبون الشعر والاستماع له؛ لأنه ديوانهم الذي يخلد مفاخرهم، ويسجل أنسابهم ووقائعهم، ويذكي نار الحماسة في نفوسهم، وكان لكل قبيلة شاعر أو أكثر، يناضل عن أحسابها، ويشيد بمفاخرها، ويذود عن حياضها.
اللهو:
كما كانوا يلهون بالخمر, وغناء القيان، ولعب القمار، وصيد الوحوش بالكلاب المعلّمة أو بالخيل أو بحفر "الزبية". ومن أمثالهم: بلغ السيل الزبى، وكل الصيد في جوف الفرا.