للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد دعت هذه الحروب التي كانت تنشب أيام قيام هذه السوق، ويترتب عليها السلب والنهب في التجارة، أن قام فريق من العرب بالدعوة إلى السلم، ومن أشهرهم عبد الله بن جدعان، فكان إذا اجتمعت العرب في السوق دفعت أسلحتها إليه ثم يردها عليها إذا ظعنوا، ويظهر أن هؤلاء السادة هم الذين سموا هذه الحروب بحروب الفجار؛ لما ارتكب فيها من الفجور وسفك الدماء, وقد نجحوا في وقف هذه الحروب وربما كان ذلك من أثر حلف الفضول.

٥- ١- وأما سوق مجنة: فكانت تبدأ من العشر الأواخر من ذي القعدة بعد أن يفيض الناس من عكاظ قرب موسم الحج. ومجنة موضع قرب مكة، وكان يحضرها كثير من قبائل العرب ولكنها كانت أقل مكانة من عكاظ.

٢- وأما ذو المجاز: فكانت قرب عرفة على بعد فرسخ منها فيما بينها وبين "الشرائع", ولا يزال ذو المجاز معروفا، وكانت سوقها تقام إلى الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية، وكانت العرب تتم في هاتين السوقين ما فاتها في سوق عكاظ من أعمالها التجارية وغير التجارية.

٣- دومة الجندل: دومة الجندل ويقال: دوماء الجندل, كلاهما بالضم١, وهي بلد تقع في نقطة متوسطة بين الشام والخليج الفارسي والمدينة، على منتصف الخط الواصل بين العقبة والبصرة تقريبا. وبينها وبين دمشق خمس ليالٍ، وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة لعدم استقامة الطريق بينهما. وهي في غائط من الأرض طوله خمسة فراسخ, وفيها حصن "مارد" المشهور، وإلى غربها عين تثج, فتسقي ما حولها من النخل والزرع.

وسميت دومة الجندل؛ لأن حصنها مبني بالجندل. وقريب منها جبلا طيء


١ ونقل الفتح فيهما صاحب النهاية، وفي الصحاح أن أصحاب اللغة يضمون, وأصحاب الحديث يفتحون.

<<  <   >  >>