للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان بهذا الحصن بنو كنانة من كلب، وكانت خربة فأعاد بناءها أكيدر صاحبها وإخوته, وهي التي تسمى حديثا بالجوف.

وكانت العرب في الجاهلية تنزل سوق دومة الجندل للبيع والشراء في غرة ربيع الأول.

قال الألوسي: كان أكيدر صاحب دومة الجندل يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم, فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر. وربما غلب على السوق بنو كلب فيعشرهم ويتولى أمرهم يومئذ بعض رؤساء بني كلب فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر.

ويدور نشاط هذه السوق حتى منتصف ربيع الأول, وتغص بمن يؤمها من أطراف الشام والعراق وسائر الجزيرة، وهي من الأسواق الكبرى للعرب حتى إنهم ليلقون في سيرهم إليها نَصَبا كبيرا لوعورة الطريق والتعرض للأخطار وفقدان الأمن. ولا يحملهم على ذلك كله إلا ما تغريهم به هذه السوق من ربح وفائدة. قال المرزوقي:

"كانت قريش تخرج إليها من مكة، فإن أخذت الحزن لم تنخفر العرب حتى ترجع ... وكانوا إذا خرجوا من الحزن أو على الحزن وردوا مياه كلب، وكانت كلب حلفاء بني تميم, فإذا سفلوا عن ذلك أخذوا في بني أسد حتى يخرجوا على طيء فتعطيهم وتدلهم على ما أرادوا؛ لأن طيئا حلفاء بني أسد، فإذا أخذوا طريق العراق تخفروا ببني عمور، مرثد من بني قيس بن ثعلبة، فتجيز لهم ذلك ربيعة كلها"١.

ثم تفتر حركتها وتأخذ بالاضمحلال حتى آخر الشهر، إذ يفترق أهلها وموعدهم إليها من قابل، شهر ربيع الأول.

٤- سوق نطاة خيبر: خيبر قرية شمالي المدينة, وهي عدة حصون لليهود وفيها مياه ومزارع. ونطاة اسم حصن بها واسم عين أيضا, وقيل: هي خيبر نفسها.


١ الأزمنة والأمكنة ٢/ ١٦.

<<  <   >  >>