للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- نشأة العربية:

إذا كنا لم نستطع أن نعين أصل العربية، فإننا نستطيع أن نقول: إن اللغة العربية تألفت من لغات شتى، تدخل كل منها في بنائها في طور من أطوار حياتها، وذلك أن أقدم العرب هم الطبقة البائدة، ويظن أنهم هم المعينيون الذين قدموا من العراق إلى اليمن، وكانت لغتهم عامية البابلية، وبإقامتهم باليمن أخذت لغتهم تتباعد عن أصلها شيئا فشيئا حتى ضعفت الصلة بينهما، ثم جاء السبئيون أو القحطانيون إلى هذه البلاد من الحبشة أو من سقي الفرات، في القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد، واقتبسوا لغة المعينيين، ولعل هذا المعنى هو قول المؤرخين: إن القحطانيين أخذوا اللغة العربية عن العرب البائدة, ثم نزل إبراهيم بابنه إسماعيل -عليهما السلام- وبأمه هاجر بمكة في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ونشأ إسماعيل بين قبيلة جرهم الثانية القحطانية التي انتقلت هي وغيرها من اليمن على أثر حادث سيل العرم, وأصهر إليهم وكان لسانه عبرانيا، فأدخل في لغة قحطان العنصر العبري، وتغلبت بعد ذلك اللغة العدنانية على الحميرية وغيرها من اللغات بواسطة الأسواق, واجتماعات الحج.

ومن هذا تعرف كيف نشأت اللغة العربية, وكيف استمدت من البابلية والحبشية والعبرية، وتمثلت بعد ذلك لغة مستقلة فاقت كل هذه اللغات.

٢- مميزات العربية:

ومما تمتاز به العربية عن سواها:

١- الإعراب: وتشاركها فيه الحبشية، والألمانية، ويقول العارفون: إن الألمانية كادت تتخلص منه. ويظهر أن الإعراب أليف البداوة دون الحضارة؛ فقد كانت البابلية واللاتينية واليونانية والسنسكريتية معربة حين كان أهلها متبدين، فلما تحضروا ذهب عنها الإعراب، ولم يبق

<<  <   >  >>