في بعضها إلا بالكتابة والتقييد كما هو الحال في العربية والألمانية، على أن عامية العربية قد فقدت الإعراب.
٢- غناها وثراؤها: ففيها لكل ما دقّ وجلّ من الأزمنة الثلاثة, ولكل ما يخطر بالذهن من المعاني، وأحوالها، وأصنافها، وكيفياتها، اسم بل أسماء، مما لا مثيل له في أرقى لغات البشر، كما قال جورجي زيدان: وإذا رجعت إلى كتب فقه اللغة١, رأيت من ذلك ما يملؤك عجبا وإعجابا.
٣- انفرادها بصيغ المشاركة: يقول العارفون: إن صيغ المشاركة فيها؛ كتقاتلوا وتشاركوا لا نظير لها في اللغات الأخرى، إنما يعبر عن معناها بعدة ألفاظ.
٤- الإيجاز: وهو وإن كان في غيرها إلا أنه أظهر، وأمثلته في الكتاب والسنة والحكم والأمثال وكلام البلغاء كثيرة لا تحصى. ومثل ذلك الاشتقاق والمجاز, فقد كثرا في هذه اللغة بخلاف اللغات الأخرى, فإنهما يقلان فيها.
٥- الاشتراك والتضاد: فهما من خصائص العربية.
٤- اختلاف اللهجات العربية:
تتعدد اللغات بتعدد الأوطان واختلاف البيئات والأجواء، والمناظر تملي على أهلها الأسماء، والجو يفعل فعله بالأعصاب اللسانية، وهذا بيّن في أنواع الأبدال السابقة.
ولما كانت بلاد العرب متسعة الأرجاء، وشماليها يخالف جنوبيها في السطح والمناخ وأحوال المعيشة، اتسعت هوة الخلاف بين لغتي السكان فيهما؛ ولذا قال عمرو بن العلاء: "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا،
١ كالمخصص وفقه اللغة للثعالبي ولطائف اللغة وكفاية المتحفظ وغيرها.