للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- وهم كلب: وهو كسر هاء الغيبة متى وليتها ميم الجمع مطلقا نحو: منهِم وعنهِم وبينهِم، والفصيح أنها لا تكسر إلا إذا كان قبلها ياء أو كسرة مثل: عليهِم وبهِم. وزاد في المزهر في الرديء المذموم من لغات العرب قلب الكاف جيما؛ يقولون: الجعبة في الكعبة, وزاد ابن فارس الحرف الذي بين القاف والكاف١ في لغة تميم. قال الشاعر:

ولا أكول لكدر الكوم قد غليت ... ولا أكول لباب الدار مكفول

وهي لغة أكثر المصريين.

والحرف الذي بين الجيم والكاف في لغة اليمن، فيقولون في "جمل": "كمل" وهي السائدة في القاهرة والجهات المجاورة لها.

قال الجاحظ في البيان والتبيين: قال معاوية يوما: من أفصح الناس؟ فقال قائل: قوم ارتفعوا عن لخلخانية الفرات وتيامنوا عن كشكشة تميم وتياسروا عن كسكسة بكر, ليس في لغتهم غمغمة قضاعة٢ ولا طمطمانية حمير، قال: من هم؟ قال: قريش.

٤- عوامل تهذيب اللغة العربية:

لم تخلق اللغة العربية كما ننطق بها الآن، بل مرت -قبل ذلك- بأطوار وتقلبت عليها عصور وأجيال، وتعاورتها عوامل شتى حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من غنى وثراء، وحلاوة منطق وفصاحة بيان.

والإنسان يملكه العجب حين يستعرض هذه العوامل، فيراها متضافرة على غرض واحد، وهو توحيد اللغة وكأن الله تعالى أراد أمرا جليلا فهيأ له أسبابه, حتى إذا نزل كتابه كانت الآذان قد تهيأت لفهمه والتأثر به،


١ لابن خلدون في مقدمته بحث طريف عن هذا الحرف، أي: نطق القاف نطقا بينها وبين الكاف.
٢ الغمغمة: الكلام الذي لا يبين.

<<  <   >  >>