للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالشعب: النسب الأبعد, كعدنان وقحطان. والقبيلة: ما انقسم فيه الشعب, كربيعة ومضر. والعمارة: ما انقسمت فيه القبائل, كقريش وكنانة. والبطن: ما انقسمت فيه العمارة، كبني عبد مناف وبني مخزوم. والفخذ: ما انقسم فيه البطن, كهاشم وبني أمية. والفصيلة: ما انقسم فيه الفخذ، كبني أبي طالب وبني العباس.

فالفخذ يجمع الفصائل، والبطن يجمع الأفخاذ، والعمارة تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع القبائل.

وإذا تباعدت الأنساب، صارت القبائل شعوبا والعمائر قبائل.

٣- النجوم: وكان لهم معرفة بأسماء النجوم, وطلوعها وغروبها. دعاهم إلى ذلك اعتمادهم عليها في سيرهم برا وبحرا، وساعدهم على ذلك: صفاء جوهم، ومعرفة خلطائهم من الكلدانيين "الصابئة" الذين كانوا كثيرين ببلاد العرب، وقد عرفوا السيارات السبع.

كما عرفوا البروج المجموعة في قول الشاعر:

حمل الثور جوزة السرطان ... ورعى الليث سنبل الميزان

ورمى عقرب بقوس لجدي ... نزح الدلو بركة الحيتان١

وإن تشابه أسماء السيارات والأبراج أو اتحادها في العربية والكلدانية, لدليل على اعتماد العرب في هذه المعارف على الصابئة.

٤- المطر والرياح: وكان لهم بالأمطار والرياح عناية كبيرة؛ لاعتمادهم عليها في حياتهم، فاستطاعوا بتجاربهم أن يعرفوا السحاب الممطر والكهام والبرق الخلب والصادق٢ ودلالة الرعد على قرب المطر أو بعده، والسحب


١ قسم العرب الفلك "مدار الشمس" إلى اثني عشر قسما، كل منها يسمى برجا، وهي منطقة يجتمع فيها عدد من كواكب ثابتة تضمها خطوط موهومة، وتعطي صورة معينة للشيء من الأشياء التي ذكرت في البيتين.
٢ وفي سمط اللآلئ: البرق الذي يستطير في السحاب من طرفها إلى طرفها لا شك في مطره, والذي في أسافلها لا يكاد يصدق. قال رجل من العرب لابنه وقد كبر, وكان في داخل بيته تحت السماء: كيف تراها يا بني؟ قال: أراها قد تبهرت "أضاءت" أورى برقها أسافلها. قال: أخلفت يا بني.

<<  <   >  >>