للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إني رأيت أمين الله واجهني ... في صورة أكملت من أعظم الصور

ثم استمر فكاد الخوف يذعرني ... مما يسلم ما حولي من الشجر

فقلت: ظني وما أدري أيصدقني ... أن سوف يبعث يتلو منزل السور

وشهد ورقة دعوة الرسول، وإيمان الناس برسالته وتعذيب قريش لهم. يروى أنه مر ببلال وهو يعذب برمضاء مكة، فيقول: أحد أحد، فوقف عليه، وقال: أحد أحد يا بلال, ونهاهم عنه فلم ينتهوا، فقال: والله لئن قتلتموه لأتخذن قبره حنانا١, وقال:

لقد نصحت لأقوام وقلت لهم ... أنا النذير فلا يغرركم أحد

لا تعبدن إلها غير خالقكم ... فإن دعيتم فقولوا: دونه حدد٢

سبحان ذي العرش لا شيء يعادله ... رب البرية فرد واحد صمد

سبحانه ثم سبحانه نعوذ به ... وقبلنا سبح الجودي والجمد٣

مسخر كل من تحت السماء له ... لا ينبغي أن يناوئ ملكه أحد

لم تغن عن هرمز يوما خزائنه ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا

ولا سليمان إذ دان الشعوب له ... والجن والإنس تجري بينها البرد٤

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودى المال والولد

أين الملوك التي كانت لعزتها ... من كل أوب إليها وافد يفد؟

حوض هنالك مورود بلا كذب ... لا بد من ورده يوما كما وردوا

ولقد كانت خديجة تأتي ورقة بما يخبرها به رسول الله أنه يأتيه.

فيقول ورقة: لئن كان ما يقول حقا, إنه ليأتيه الناموس الأكبر، ناموس عيسى ابن مريم، ولئن نطق وأنا حي لأبلين لله بلاء حسنا.


١ أي: موضع حنان, ومظنة رحمة من الله أي: مزارا.
٢ الحدد: المنع.
٣ الجودي: جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح. والجمد: جبل بنجد.
٤ جمع بريد، وهو الرسول.

<<  <   >  >>