كنيته أبو زهير، من تيم، جواد كريم، مدحه الشعراء فأجزل لهم العطاء، وممن مدحوه: أمية بن أبي الصلت، وأبوه.
وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية.
وتتحدث عنه الأساطير القديمة بأنه كان فقيرا مملقا، فكشف كنزا خبأه ملوك من جرهم، فأصبح غنيا كريما، يصل عشيرته، ويطعم الناس، ويفعل المعروف، ويروى أن النبي -صلوات الله وسلامه عليه- كان يحضر طعامه، وفي بيته عقد حلف الفضول بين قبائل قريش، وقد تعاهدت قريش يومئذ على ألا يظلم أحد مكة، وأن تنصف كل من وقع عليه ظلم.
وعبد الله ابن عم عائشة؛ ولذلك قالت فيه عائشة لرسول الله: يا رسول الله, إن ابن جدعان كان يطعم الطعام، ويقري الضيف، ويفعل المعروف، فهل ينفعه ذلك يوم القيامة؟ فقال صلى الله عليه وسلم:"لا؛ إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين".
وفيه يقول أمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالحقوق وأنت فرع ... لك الحسب المهذب والسناء
كريم لا يغيره صباح ... عن الخلق الجميل ولا مساء
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء
ويقول فيه كذلك:
عطاؤك زين لامرئ إن حبوته ... بخير، وما كل العطاء يزين
وليس بشين لامرئ بذل وجهه ... إليك، كما بعض السؤال يشين