للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حظ الأدب الحجازي من النثر الفني في العصر الجاهلي:

١- يختلف الأدباء في النثر الفني: هل وجد في العصر الجاهلي, أم لم يوجد إلا بعده؟

أما أدباء العربية المتقدمون، والكثير من الأدباء المعاصرين أيضا، فيؤمنون بأن العصر الجاهلي عرف النثر الفني معرفة كبيرة، وكان للعرب عامة وللحجازيين خاصة في ذلك العهد، صور من النثر نستطيع أن نسميها إلى حد كبير نثرا فنيا, وكانوا يجيدون هذا الفن الأدبي إجادة بالغة.

ودليلهم على وجود النثر الفني في الجاهلية هو:

١- كان عند كثير من الأمم القديمة كالفرس والهنود وقدماء المصريين نثر فني قبل الميلاد بقرون كثيرة، فلِمَ لا يكون للعرب نثر فني بعد الميلاد بخمسة قرون؟

٢- نزول القرآن الكريم يوجب الحكم بأن العرب في جاهليتهم كان لهم نثر فني، وكانوا يجيدونه ويبلغون فيه غاية البيان والفصاحة، وإلا فكيف يتحداهم الله -عز وجل- بفن من البيان لم يعرفوه؟

٣- بقاء بعض صور من النثر الفني للعرب الجاهليين في مصادر الأدب العربي وأمهات كتبه، من خطابة جيدة، ونصائح بليغة، وإن كان الكثير من النثر الجاهلي قد ضاع لعدم تدوينه بالكتابة، والنثر أحوج إلى التدوين بالكتابة من الشعر، الذي يسهل حفظه في الصدور، وتعين القافية والوزن على تصحيحه وروايته. أما النثر فيشق حفظه ويصعب تناقله. ولم تكن الكتابة معروفة في الجاهلية إلا للقليل من الناس، الذين كانوا يستخدمونها لأغراض سياسية

<<  <   >  >>