٢ والحكمة في اللغة: المنع، وحكمه: منعه مما يريد, ومنه حكمة الدابة -وهو ما أحاط بحنكها من اللجام- لأنها تذللها لراكبها وتمنعها الجماح، ومنه اشتقت الحكمة؛ لأنها تمنع صاحبها من الآثام والرذائل. راجع أساس البلاغة للزمخشري "مادة حكمة" ١/ ١٩٠، ومن الممكن أن ترد مادة "ح ك م" في اللغات السامية إلى معنى المنع والفصل. ومن: فصل الشيء ومنعه، يشتق معنى التوضيح والتمييز، وما ورد في القرآن الكريم يرجع إلى معنى القول الفصل، أي: الكلام الواضح البين المتميز، قال تعالى في موضع من حوالي ثلاثين موضعا ورد فيه لفظ الحكم: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} ويفسر الحكم اقترانه بالقصص والفصل وهو الإبانة والتمييز، والعرب تطلق الحكم والحكمة بمعنًى، وفي الحديث: "إن من الشعر لحكما" والحكم هنا هو الحكمة، أي: العلم والتفقه, أو بعبارة أدق: القول الفصل.