والمنافرات ومشكلات الأمور، بل كان في كل قبيلة حكيم تفزع إلى رأيه في الخطوب، وتستعين بتجاربه في المشكلات، وتستضيء برأيه في جميع شئون حياتها. وقد يكثر الحكماء في القبيلة، فيكونون عونا لها في الشدائد، وتحلهم القبيلة من نفسها مكانا عليا. واشتهرت بعض النساء في العصر الجاهلي أيضا بالحكمة، ولهن آثار تروى، وحكم مخلدة في صحف التاريخ الأدبي.
والحكم من البلاغة بمكان كبير؛ لإيجازها، ووضوحها، وفصاحتها، ودقة معناها، وروعة تأثيرها، وخصب خيالها، وصدق تجاربها الإنسانية، وهي تكسب الكلام سحرا وحلاوة, وتجعله مقبولا من الذوق، قريبا للقلب، مسلما به من العقل والشعور والوجدان.
وإذا التمسنا تعريف الحكمة عند الفرنجة في بعض الموسوعات الأدبية الحديثة، نجدها تعرف على هذا النحو:
Aphorim and Maxim may alike be Briefly defined as pittlhy sentences with a general basing on pite. أي: إنها "عبارة جامعة سديدة, ذات صلة عامة بالحياة" إلا أن كلمة Maxim ذات مدلول أضيق؛ لأنها تدل على المبدأ الذي يعتنقه المؤلف "الكاتب" ويستهدي به في الحياة أو ينشد به هداية الآخرين. مثال ذلك: أن تقول: إن مبدأ لوتسي, "Tao Lse" هو:
l would meet trust with trust: l would bewise meetsuspicion Mith trust.
الفرق بين الحكمة والمثل:
وقد تشتهر الحكمة وتذيع بين الناس فتصبح مثلا. وعلى هذا سار المؤلفون في الأمثال، حيث لم يفرقوا بين ما صدر في حادثة معينة مثل "رجع بخفي حنين" أو ما فاض به لسان حكيم.
والباحثون في الآداب السامية لم يهتدوا إلى نوع الصلة التي ربطت بين هذين الاصطلاحين: حكمة ومثل, في المراحل الأولى: أكانا لفظين مترادفين, أم أن كلا منهما يختص بلون من الكلام، أم أن الحكمة كانت أعم وأشمل في مدلولها من المثل؟ ومهما يكن من شيء، فقد قرر الاصطلاح العلمي المتأخر