وأطلق الساميون لفظ مثل على صورة مجازية أخرى ليست عبارة موجزة, ولكنها حكاية أو وصف قصد به توضيح فكرة أو البرهنة عليها بطريق المقارنة والقياس والتمثيل. ويمكن أن نسمي هذا المثل "المثل القياسي" ويسميه الفرنجة Prrable, عرف قديما في تعاليم بوذا، إذ كان المثل القياسي وسيلة تعليمية محببة إليه.
رووا أن بوذا أخذ يوما يشرح تعاليمه لتلامذته, فذكر لهم أن المجاهدين في سبيله سيلقون جزاءهم ولكنه سيحتفظ لأشدهم تمسكا بتعاليمه بهدية المعرفة، وأن مثلهم في ذلك كمثل الملك الذي كافأ جنوده بأشياء كثيرة ولكنه احتفظ لأشدهم إخلاصا بدرة تاجه ... وكثر استخدامه في أيدي الأحبار والربانيين في توضيح التعاليم اليهودية وتفسيرها, ثم نجده في أقوال الإنجيل والقرآن ورجال الديانتين المسيحية والإسلامية.
والظاهر أن المثل القياسي في الآداب السامية بنوع خاص قد نشأ في أحضان الديانات. وقد يلتقي المثل القياسي بالخرافة حتى يصعب التمييز بينهما، وإن كان بعض علماء اللاهوت يفرقون في الاصطلاح بين المثل القياسي والخرافة.
٣- المثل الخرافي:
ويصف "توراندريه T, Andrae" الصلة بين اللغز والخرافة بقوله: "في كليهما يتجلى الضباب والرياح كائنات حية، وتتمثل السحب أبقارا كما في كتابات رج فيدا، وفي ألغاز الألمان, ويبدو الليل والنهار شقيقين يتعهدان ولديهما الشمس والقمر ... ".
وحين نطلق كلمة "خرافة" فإنما نقصد ما سماه الفرنجة Fable، وهو الذي يتخذ أداة تعليمية بنوع خاص. وهذا النوع هو الذي أطلق عليه الساميون كلمة مثل في أكثر الأحيان, أطلقها العبرانيون المتأخرون على هذه الصورة المجازية سواء أكانت مركزة أم مطولة. ففي القرن الأول الميلادي أطلق اليهود