قالب المثل وصورته، ولا يطغى على الطابع الإقليمي الذي يميزه.
فالشعبية أو الإقليمية هي الميزة الأولى للمثل الشعبي، وثمة فرق آخر بين المثل الكتابي والقولي وهو تلك النغمة التأديبية التي تسري في المثل الكتابي قوية واضحة، يصوغها الحكيم في معنى كلي, أو مبدأ إنساني، أو قاعدة عامة, فإذا لجأ إلى المجاز والتصوير، اتخذ ذلك وسيلة للعبارة عن المعنى الكلي, أو للإبانة عن تلك النغمة التأديبية. أما المثل الشعبي فغايته فنية غالبا, أو بعبارة أدق: يستهدف وصف جزئية من الجزئيات كحادثة, أو شخص، أو هيئة، أو حركة، أو نكتة لفظية.
وفرق آخر يتعلق بالنشأة والمورد، فمؤرخ المثل الشعبي العربي ينبغي أن يتجه في فهم صورته ومادته، إلى البيئات العربية التي صدر عنها. أما المثل الكتابي فهو في خصائصه العامة -على الأقل- تراث مشترك بين شعوب مختلفة يمثل وحدة ثقافية بينهم١.
خصائص المثل العربي في اللغة والأسلوب:
يجنح الأسلوب السامي الأصيل إلى تلاصق العبارات ... فتتألف القطعة الأدبية من وحدات Units بسيطة متوالية أشبه بحبات العقد، كل منها جوهر فرد, فإذا انفصل عن العقد شيء ظل العقد دون أن يضار في جوهر بنائه وفي أساس نظمه. وقد يلجأ هذا الأسلوب إلى نوع من التركيب، ولكنه يستخدم عادة روابط هينة خفيفة, على حين نجد في الأدب اليوناني العبارات الطويلة المركبة Periodes التي تترابط فيما بينها ترابط أعضاء الكائن الحي أو أجزاء التمثال، يتوقف بعضها على بعض. فإذا انهار جزء منها أثر ذلك في تصميم الهيكل، وفي أساس التكوين. فالساميون القدماء قد صنعوا أدبهم على طريقة نظم العقود وليس على طريقة تصميم التمثال أو الكائن الحي.
"وإذا نظرنا إلى الأمثال العربية القديمة، وتدرجنا معها من المثل الطويل المسهب
١ lntroduction to the oLd Testament By Aage Bentzen Vol, ١. P. ١١٠.