للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أسماء للأشخاص والأشياء والمعاني، أطلقها العرب عليها مبدوءة بأب أو أم أو بنت.

ومن أمثال المثنى قولهم: الجديدان لليل والنهار, والأسودان للتمر والماء, والقمران للشمس والقمر.

ومن أمثال المكنى قولهم: أبو الحارث كنية الأسد، وأبو حباحب كنية النار التي لا ينتفع بها، وأم فروة كنية النعجة.

ومن أمثال المبني قولهم: ابن جلا، وهو لأول النهار، وطامر بن طامر للبرغوث, وابن الأيام للرجل الجلد المجرب, وجابر بن حبة للخبز، وبنت الجبل للصدى, وبنت الشفة للكلمة.

ولعل أمثال المكنى والمبني والمثنى هي من جملة الأمثال التي تدفقت على المثل العربي القديم بعد أن اشتدت حركة أئمة اللغة في جمع شواهد العرب وأساليبهم التقليدية expressions من أهل البوادي العربية، وقد عد كثير من هذه الأساليب أمثالا، فاقتحمت باب المثل باعتبارها كلاما مأثورا يعبر عن طرائق مألوفة في لغتهم١.

وهذه الخصائص التي أسلفنا ذكرها تشمل الأمثال العربية جميعها, حجازية كانت أو غير حجازية.

المثل الحجازي:

يعتبر كتاب "أمثال العرب" للمفضل الضبي أقدم ما وصل إلينا من كتب الأمثال, وهو يعالج إلى حد ما أمثالا جاهلية، أو بعبارة أدق: أمثالا تصور في صياغتها وموضوعها نزعة جاهلية، وقلما يعثر الباحث فيه على قصص وأمثال تشير إلى واقعة إسلامية.

وهو يشتمل على حوالي مائة وخمسين مثلا موجزا, تندرج الكثرة الغالبة


١ الأمثال لعابدين ١٠٥-١٠٧.

<<  <   >  >>