للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها في قصص، ويبلغ عدد هذه القصص قرابة المائة, وتتضمن القصة مثلا أو أكثر.

ويستغرق نصف صفحات كتاب الضبي تقريبا الحديث عن وقائع قصص وأمثال مستمدة من منطقة "تميم" بقبائلها المختلفة.

وهناك عدد من القصص يروي ما كان بين اليمامة والمناذرة، وقصص عن امرئ القيس، وعدد من القصص يشير إلى أهل هجر "البحرين"، ومنه ما روى عن طرفة والمتلمس.

وإذا تجاوزنا عددا من الأخبار ليس فيه إشارة واضحة إلى أسماء ووقائع معينة, وهذه لا تزيد على بضعة عشر خبرا، وجدنا عددا آخر يتحدث عن الغساسنة والحجازيين من سكان الجانب الغربي، وفي أخبار الغساسنة -وهي حوالي سبعة- إشارة إلى الخصومة التي نشبت بينهم وبين المناذرة، أو بين بعض عشائر قضاعة. وظاهر أن هذه الأخبار مستمدة من مصادر شرقية أيضا؛ لأنها تسجيل لحوادث تهم المناذرة بنوع خاص, والأخبار الحجازية لا تتجاوز الخمسة وأكثرها فكاهات, ولبعضها صلة بأهل الحيرة والنزعات الدينية التي يهمهم أن يعرفوها عن الحجاز١.

مصدر هذه القصص إذًا هو الشرق، أو إذا أردنا التحديد فهو منطقة المناذرة وجهات القبائل التي تقع تحت سلطانهم.

وطبيعي أن تكون عناية الضبي بأمثال نجد والمناذرة أكثر من عنايته بأمثال الحجازيين، فهو ينتمي إلى قبيلة "ضبة" إحدى قبائل المنطقة الشرقية, ويعتبر رأي المدرسة الكوفية الضبية. وليس بمستبعد أن يكون المناذرة أنفسهم قد أمروا بتدوين هذه الأمثال والأخبار وجمعها، ثم تداولها الرواة في الجاهلية حتى وصلت إلى الضبي في القرن الثاني للهجرة، فهي في مجموعها سجل لمفاخرهم وأحوالهم الأدبية والاجتماعية, ملوكا ورعية.


١ قسم الباحثون المثل العربي إلى قسمين:
أ- المثل الشرقي: وموطنه العراق والبحرين وعمان وحضرموت ونجد.
ب- المثل الغربي: وبيئته الحجاز واليمن.

<<  <   >  >>