للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضها مولد كقولهم: "يبني قصرا ويهدم مصرا"١، ويضرب لمن شره أكثر من خيره, وقد ذكره الميداني في أمثال المولدين، وقولهم: "إذا أراد الله هلاك نملة أنبت لها جناحين"٢.

وبعضها ليس قرشيا كالمثل: "حسبك من شر سماعه"٣, فقد نسبه الميداني لأم الربيع بن زياد العبسي، ونسبه المفضل لفاطمة بنت الخرشب من بني أنمار بن بغيض.

الأمثال الحجازية, والمصادر الأجنبية:

وقد يجد الباحث في الحجاز أمثالا قد دونت في المصادر الشرقية، كقولهم: "مكره أخوك لا بطل". روى الضبي: "أخوك" على الإعراب بالحروف، ثم نجدها في لهجات بعض المناطق الغربية: "مكره أخاك لا بطل" بالبناء على الألف. وورد في الضبي المثل: "إذا عز أخوك فهن" فإذا به يروى: "إذا عز أخاك فهن" ولكن الجاحظ يعده لحنا.

ثم نلمح السمة الحجازية أحيانا في الأمثال، حين يختلف الرواة في شرح قصصها ومواردها، فيردونها إلى مصادر مختلفة، ففي شرح المثل القائل: "حدا حدا وراءك بندقة" يرى شرق بن القطامي الكوفي أن "حدا" علم على قبيلة، هي حدا بن نمرة بن سعد العشيرة، وهم بالكوفة، وبندقة من مظة, وهو سفيان بن سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة وهو باليمن. أغارت حدا على بندقة فقتلت منهم، أما أبو عبيدة البصري، فيرى أن المراد هو هذا الحدأ الذي يطير، والبندقة ما يرمى به، وهي كرة تطلق من السهم يلعب بها الصبيان، وهو مثل يضرب في التحذير.

فعلى قول أبي عبيدة يكون اللفظ جمع حدأة أسقطوا همزته. وفي اللسان: "العامة تقول: حدا حدا بالفتح غير مهموز" فالأقرب أن يكون المثل متأثرا


١ الميداني ٢/ ٣٩٣.
٢ المرجع السابق ١/ ٩١.
٣ المرجع السابق ١/ ٢٠٣.

<<  <   >  >>