للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصدقت. فقال: أمورا شتى وشيئا شيا حتى يرجع الميت حيا ويعود لا شيء شيا؛ ولذلك خلقت الأرض والسماء، فولوا عنه راجعين، فقال: ويلها نصيحة لو كان من يقبلها١.

كل شاة برجلها معلقة:

قاله وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد وكان ولي أمر البيت بعد جرهم, فبنى صرحا بأسفل مكة عند سوق الخياطين اليوم, وجعل فيه أمة يقال لها: حزورة, وبها سميت حزورة مكة, وجعل في الصرح سلما فكان يرقاه ويزعم أنه يناجي الله تعالى, وكان ينطق بكثير من الخبر, وكان علماء العرب يزعمون أنه صديق من الصديقين, وكان من قوله: مرضعة أو فاطمة ووادعة وقاصمة والقطيعة والفجيعة وصلة الرحم وحسن الكلم. ومن كلامه: زعم ربكم ليجزين بالخير ثوابا وبالشر عقابا، إن من في الأرض عبيد لمن في السماء, هلكت جرهم وربلت إياد، وكذلك الصلاح والفساد. فلما حضرته الوفاة جمع إيادا فقال لهم: اسمعوا وصيتي: الكلم كلمتان والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه, وكل شاة برجلها معلقة, فأرسلها مثلا٢.

صكة عمي:

يقال: لقيته صكة عمي وصكة أعمى وهو أشد الهاجرة حرا، وعمي تصغير أعمى مرخما، قال اللحياني: هي أشد ما يكون من الحر أي: حين كان الحر يعمي من شدته، وقال الفراء: حين يقوم قائم الظهيرة. وعمي رجل من عدوان كان يفتي في الحج, فأقبل معتمرا ومعه ركب حتى نزلوا بعض المنازل في يوم شديد الحر، فقال عمي: من جاءت عليه هذه الساعة من غد وهو حرام بقي حراما إلى قابل، فوثب الناس إلى الظهيرة يضربون أي: يسيرون حتى وافوا البيت, وبينهم وبينه من ذلك الموضع ليلتان


١ الميداني ١/ ٣٢٥.
٢ الميداني ٢/ ٨٨.

<<  <   >  >>